عبر الممثل المغربي يوسف الجندي عن استياءه العميق تجاه غياب الاهتمام بقضايا الرجل في المجتمع المغربي، مشيراً إلى أن هذه القضايا لا تحظى بنفس المستوى من النقاش الذي يحظى به موضوع حقوق المرأة. في حديثه أثناء استضافته في برنامج حواري، أكد الجندي أن الرجل المغربي يعاني من تحديات يومية تتطلب تسليط الضوء عليها، ولكن دون أن يجد من يدعمه أو يناقش همومه. وبالرغم من احترامه لحقوق المرأة، أشار إلى أن الرجل يبقى مغيباً في النقاشات العامة المتعلقة بحقوقه وواجباته في المجتمع.
1
2
3
وأوضح يوسف الجندي في تصريحاته: “الراجل منين كيفيق مع 8 ديال الصباح وهو كيفكر فحاجة وحدة هي كيفاش هاديك العائلة يحافظ عليها..هاد الراجل معمري شفت شي واحد دافع عليه”. هذا التصريح يبرز انشغال الرجل المغربي بتأمين حياة مستقرة لعائلته على حساب احتياجاته الخاصة. وأضاف أنه في الوقت الذي يتم فيه الاهتمام بقضايا المرأة، يبقى الرجل في وضعية غامضة وغير واضحة في ما يتعلق بالدفاع عن حقوقه. هذا الواقع يجعل العديد من الرجال يشعرون بالإحباط والعجز، حيث لا يجدون من يتحدث عن مشاكلهم أو يدافع عن مطالبهم.
انتشر هذا المقطع بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الجدل والنقاش بين المستخدمين. بعضهم أيد كلام الجندي ورأى أن هناك إهمالاً واضحاً لقضايا الرجل في المجتمع، وأشاروا إلى أن ما يقال في العلن غالباً ما يقتصر على حقوق المرأة واحتياجاتها فقط. بينما عارض آخرون هذا الرأي، مؤكدين أن الرجل المغربي يتمتع بكافة حقوقه وحرياته في المجتمع وأن تصريحات الجندي لا تعكس الواقع، بل هي مجرد مبالغة. وقد وصفوا أن هناك اهتماماً كبيراً بمشاكل الرجل، خاصة في مجال العمل والحياة الاجتماعية.
وضع الجندي في اعتباره أنه لا ينكر دور المرأة وما تحقق من حقوقها في المجتمع المغربي، إلا أنه أشار إلى ضرورة تكريس الانتباه لمشاكل الرجل التي غالباً ما يتم التغاضي عنها. فقد أكد على أن هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى مراجعة، خاصة فيما يتعلق بأدوار الرجل في الأسرة والمجتمع، وتحديداً في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وذكر الجندي في حديثه أن الرجل ليس فقط معني بتوفير حياة مادية لعائلته، بل يعاني أيضاً من غياب الدعم الاجتماعي الذي قد يساعده على مواجهة تحديات الحياة اليومية.
عندما تمت مناقشة التصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان هناك انقسام كبير بين المؤيدين والمعارضين. بعض المتابعين رأوا أن ما قاله الجندي هو انعكاس للواقع، وأشاروا إلى أن الرجل يواجه صعوبات متزايدة ولا يوجد من يتحدث عنه أو يعترف بمشاكله. وأكدوا أن المجتمع المغربي بحاجة إلى رفع الوعي بشأن حقوق الرجل وأن القضايا المتعلقة به يجب أن تحظى بالاهتمام ذاته الذي يحظى به قضايا المرأة. من جهة أخرى، اعتبر آخرون أن التصريح مبالغ فيه ولا يعكس الواقع الاجتماعي الحالي، مشيرين إلى أن الرجل المغربي يتمتع بحرية وحقوق كافية ضمن الإطار الاجتماعي الحالي.
هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول كيف يمكن للمجتمع المغربي أن يحقق التوازن في مناقشة قضايا الجنسين، بحيث لا يتم إغفال أو تهميش حقوق أحد الطرفين. وبينما تشهد قضايا المرأة اهتماماً كبيراً على مختلف الأصعدة، يبقى الاهتمام بحقوق الرجل في المجتمع المغربي موضوعاً يحتاج إلى المزيد من النقاش والوعي. من المهم أن تتضافر الجهود لتسليط الضوء على قضايا الرجل والعمل على إيجاد حلول واقعية لمشاكله، مما يساعد على تحقيق توازن اجتماعي أكثر شمولاً ومساواة.