تشهد أشغال بناء سد “أيت زيات” في إقليم الحوز تقدماً ملحوظاً، حيث يتم إنجاز المشروع بوتيرة أسرع، خاصة في الشهر الماضي. فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال حوالي 3% خلال هذه الفترة، مما رفع النسبة الإجمالية لتقدم العمل في السد إلى 71%. يهدف هذا المشروع المائي الكبير إلى تخزين 186 مليون متر مكعب من المياه، ويجري تنفيذه في جهة مراكش-آسفي بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بهدف استكماله قبل الموعد المحدد بحوالي سنتين، حيث من المتوقع أن يبدأ السد في استقبال أولى الحمولات المائية قبل نهاية عام 2025، بدلاً من الموعد الأصلي في غشت 2027.
1
2
3
فيما يتعلق بالأشغال الجارية، كشف رئيس المشروع عن عدد من الأنشطة التي يتم إنجازها حالياً في موقع السد. تتضمن هذه الأعمال وضع الردوم على مستوى السد الرئيسي، وكذلك حفر مآخذ المياه الصالحة للشرب ومياه الري، بالإضافة إلى حفر مفرغ القعر. كما تشمل الأشغال بناء طرق لفك العزلة عن الدواوير المجاورة للسد، وإنشاء مفرغ الحمولات، فضلاً عن تركيب المعدات الإلكتروميكانيكية الخاصة بالمنشأة.
وبالنظر إلى أهمية هذا المشروع، أشار المسؤول إلى أنه تم تقليص مدة الإنجاز بحوالي 20 شهراً، مما يساهم في تسريع استفادة المنطقة من المشروع في وقت أسرع من المتوقع. ومن المتوقع أن يسهم هذا السد في توفير العديد من الفوائد للمنطقة وسكانها، بما في ذلك تحسين إمدادات الماء الصالح للشرب وسقي الأراضي الفلاحية، إضافة إلى توفير فرص للعمل وتنمية الموارد الطبيعية.
من جهة أخرى، تم تحديد مجموعة من الأهداف الطموحة للمشروع، منها خلق حوالي 450 ألف يوم عمل خلال فترة الأشغال، بالإضافة إلى تأهيل اليد العاملة المحلية في مجالات متعددة. كما سيكون للسد دور كبير في فك العزلة عن القرى المجاورة، حيث ستُشيد مسالك طرق جديدة تسهل الوصول إلى تلك المناطق. أما على المدى البعيد، فإن السد سيعمل على تحسين توفير المياه السطحية بشكل مستدام، ما سيعزز الأمن المائي في المنطقة.
ولا تقتصر الفوائد المحتملة للمشروع على الجوانب المائية والزراعية فقط، بل يتعداها إلى تعزيز قطاع السياحة البيئية، من خلال استغلال بحيرة السد في الأنشطة السياحية والترفيهية. كل هذه الجهود تنسجم مع رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية في المنطقة.