يشعر الفنان المغربي سعيد الناصري بالاستياء من واقع يعاني فيه رواد الفن المغربي من الإقصاء والتهميش بسبب تقدمهم في العمر أو معاناتهم من مشاكل صحية. ويعتبر أن هذا الوضع لا يعكس وفاءً حقيقياً لإسهاماتهم القيمة في تطوير الساحة الفنية المغربية. ففي تصريحاته، عبّر الناصري عن استنكاره لتجاهل أسماء فنية بارزة، مثل عبد القادر مطاع ومحمد الخلفي، اللذين قدّما الكثير للفن المغربي، لكنهما الآن يعيشان في ظل النسيان رغم تاريخهما الحافل.
1
2
3
يشير الناصري إلى مشكلة أكبر تتجلى في أن الفنان المغربي يُقصى فور بدء تدهور حالته الصحية، مما يضاعف معاناته النفسية والجسدية. ووصف هذا الوضع قائلاً: “نحن في المغرب نقتل الفنان قبل أن يموت”. وهو تصريح يعكس مرارة الإقصاء الذي يعاني منه هؤلاء الرواد، الذين يجدون أنفسهم محاصرين باللامبالاة بعد سنوات من العطاء الفني والإبداع.
ومن خلال مقارنة مع الوضع في الولايات المتحدة، أشار الناصري إلى أن هناك أمثلة لفنانين عالميين واصلوا المشاركة في أعمال فنية رغم تحدياتهم الصحية، وحصلوا بفضل ذلك على جوائز رفيعة مثل الأوسكار. واعتبر أن هذا النموذج يحتفي بالفنانين ويعزز مكانتهم، وهو ما يسهم في رفع معنوياتهم. بينما في المغرب، يبدو أن نظام الإنتاج الفني يُقصي الفنان بمجرد مواجهته أي صعوبة، بدلاً من احتضانه وتمكينه من مواصلة العمل الفني ولو بأدوار ثانوية.
وفي حديثه عن الحالة الصحية للفنان القدير عبد القادر مطاع، أكد الناصري أن وضعه مستقر، وأن فقدانه للبصر لا ينبغي أن يكون عائقاً أمام مشاركته في أعمال فنية. وأشار إلى أن إسناد أدوار ثانوية له ولغيره من الفنانين الكبار يمكن أن يكون بادرة لإبقائهم في دائرة الضوء، مع ما يترتب على ذلك من تعزيز لروحهم المعنوية وتقدير لمكانتهم.
أنهى الناصري تصريحاته بدعوة صريحة للتلفزيون المغربي لتحمل المسؤولية، مؤكداً على ضرورة تخصيص أدوار خاصة للرواد في الإنتاجات الفنية، حتى وإن كانت ثانوية. وشدد على أهمية هذه الخطوة لتجنب إقصاء هؤلاء الفنانين الذين يمثلون جزءاً لا يتجزأ من التراث الفني الوطني، ولضمان استمرار تواجدهم كقيمة مضافة في المشهد الفني المغربي.