أنهت الممثلة المغربية سعاد صابر مسيرتها الفنية بكامل كرامتها، حيث تحدثت عن تباين الظروف التي عاشتها في بداية مشوارها مع ما يعايشه الوسط الفني اليوم.
في حديث صريح، عبرت سعاد صابر عن مدى أسفها لما آل إليه حال الفن، مشيرة إلى أنها بدأت مسيرتها في بيئة فنية مختلفة كانت تحترم الفنانين بشكل أكبر. كما أكدت أن الظروف الحالية صعبة، خاصة بالنسبة للممثلين كبار السن الذين يعانون من قلة الاحترام والتقدير من قبل المنتجين والمخرجين المغاربة.
1
2
3
ظهرت سعاد صابر في فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكدت أن حالتها الصحية كانت سببًا رئيسيًا في ابتعادها عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة.
قالت إنها لم ترغب في أن تضع مخرجًا أو منتجًا في موقف صعب بسبب حالتها الصحية المتدهورة. وأضافت أنها لا تريد أن تكون عبئًا على أحد، خاصةً مع التحديات الصحية التي تعيشها. ووضحت أنها لم تكن مستعدة لقبول أدوار تمثيلية مهما كانت، طالما أنها تتطلب منها العمل في ظروف قد تؤثر سلبًا على صحتها.
وأكدت سعاد صابر أنها لا تمانع من غيابها عن الساحة الفنية طالما أن الأمر يتعلق بالكرامة والحفاظ على صحتها. فقد شددت على رفضها التام لتقديم أدوار تمثيلية مقابل أجر منخفض، قائلة بأنها لا يمكن أن تقبل العمل مقابل “3000 درهم”، في الوقت الذي يتم تخصيص أجور ضخمة لفنانين آخرين، وهو ما يعتبره نوعًا من الظلم في نظرها. كانت كلماتها مليئة بالغضب والاستياء من النظام المالي المتبع في صناعة الفن في المغرب.
على الرغم من غيابها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، كانت سعاد صابر حاضرة في بعض التظاهرات السينمائية والمناسبات الفنية المحدودة. لكن ظهورها في هذه الفترات كان غالبًا ما يكون بعيدًا عن الأدوار التمثيلية التي اشتهرت بها. ومع هذا الغياب، فإنها حافظت على مكانتها كأيقونة في تاريخ الفن المغربي، وما زالت محط احترام الجميع بسبب مسيرتها الطويلة والناجحة.
تودع سعاد صابر الفن بعد أن أثبتت أنها ليست فقط فنانة موهوبة، بل امرأة ذات مبادئ واضحة لا تتنازل عن كرامتها مهما كانت الظروف. بحديثها الصريح والواقعي، تركت رسالة قوية لأجيال الفن المقبلة، مفادها أن النجاح في الفن لا يجب أن يكون على حساب القيم الإنسانية أو الظروف الصحية، وأنه لا يجب التنازل عن المبادئ في سبيل المال أو الشهرة.