بعد أسابيع من التصريحات المثيرة التي أطلقها رئيس الحكومة المغربي السابق، عبد الإله بنكيران، تجاه مغني الراب طه فحصي، المعروف بلقب “الغراندي طوطو”، كسر الأخير صمته برد مثير للجدل عبر منصة “إكس”. طوطو لم يفوّت الفرصة للرد على تصريحات بنكيران، مستعملاً لغة ساخرة وصف بها رئيس الحكومة السابق بـ”الفاشل”، ووجه إليه انتقادات لاذعة، محولاً الهجوم إلى فرصة للترويج لأعماله الفنية القادمة.
1
2
3
في تغريدته، أشار طوطو إلى أن التصريحات التي أطلقها بنكيران وفرت له دعاية مجانية، حيث كتب قائلاً: “شكراً جزيلاً رئيس الحكومة السابق الفاشل على العرض الترويجي المجاني وفكرة اسم الشريط المختلط الذي سيتم إصداره في الأيام المقبلة”. هذه الجملة أثارت موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل، حيث انقسم المتابعون بين مؤيد ومعارض للطريقة التي رد بها الرابور على السياسي المخضرم.
وكان عبد الإله بنكيران قد أثار الجدل في وقت سابق بتصريحات نارية وجهها ضد منظمي حفلات طه فحصي، واصفاً إياه بـ”السلكوط”، وهو وصف أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والثقافية. تصريحات بنكيران جاءت في سياق انتقاده لما وصفه بـ”تدهور القيم الفنية والثقافية”، معتبراً أن حفلات طوطو تحمل رسائل سلبية للشباب المغربي.
رد طوطو أثار النقاش حول حدود النقد في الساحة العامة بين السياسيين والفنانين، وحول دور كل منهما في تشكيل الرأي العام. فبينما يرى البعض أن تصريحات بنكيران كانت قاسية وموجهة، يعتقد آخرون أن رد طوطو كان يحمل طابعاً استفزازياً يزيد من حدة الخلاف بدل السعي لتجاوزه.
الجدل بين الطرفين لم يتوقف عند حدود التغريدات والتصريحات، بل تحول إلى موضوع نقاش واسع في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وتعددت الآراء حول أبعاد هذا الصراع، حيث اعتبره البعض انعكاساً لتوترات أعمق بين التيارات الفكرية والثقافية المختلفة في المغرب، بينما رأى آخرون أنه مجرد خلاف عابر يعكس التحديات التي يواجهها الفنانون الشباب في مواجهة النقد من الشخصيات العامة.
في النهاية، يظل هذا الجدل مثالاً على التداخل بين الفن والسياسة، وكيف يمكن لتصريح أو تغريدة أن تشعل عاصفة من النقاشات في الساحة العامة. وبينما يستعد طوطو لإصدار عمله الجديد، يبقى التساؤل قائماً: هل كانت هذه المواجهة نقطة تحول في مساره الفني، أم مجرد حلقة أخرى في سلسلة الجدل الذي يرافق الفنانين الشباب في المغرب؟