عبّرت الممثلة المغربية فرح الفاسي عن تأثير الأدوار المركبة التي تؤديها على حالتها النفسية والشخصية، موضحة أن الانغماس العميق في الشخصيات يتطلب استعدادًا كبيرًا ينعكس على توازنها العاطفي. وشرحت أن العمل على شخصيات معقدة لا يقتصر فقط على الأداء الفني، بل يمتد ليشمل تحديات نفسية تحتاج إلى مواجهتها بعناية، خاصة مع الضغط الذي تفرضه هذه الأدوار.
وأكدت الفاسي أن طبيعة الأدوار التي تتطلب التحضير المكثف والانخراط الكلي تؤثر بشكل ملحوظ على حالتها النفسية، ما يجعلها تلجأ أحيانًا إلى أطباء نفسيين لاستعادة هذا التوازن. وبيّنت أنها تكتفي بعدد محدود من الجلسات العلاجية، حيث أشارت إلى أن جلستين أو ثلاث تكون كافية لتجاوز تلك الآثار الناتجة عن الأدوار المركبة التي تؤديها.
ومن هذا المنطلق، أكدت الفنانة أنها ترى في التوازن النفسي جزء أساسيًا من نجاحها الفني، مشددة على أهمية التعامل بوعي مع الضغوط التي تواجهها في مسيرتها. وعبّرت عن أن مهنة التمثيل ليست فقط وسيلة للتعبير الإبداعي بل رحلة تتطلب القدرة على الموازنة بين الالتزام المهني والحفاظ على الاستقرار الشخصي، وهو ما تحرص عليه دائمًا في مسيرتها.
وأشارت الفاسي إلى تجربتها الأخيرة في فيلم “آخر اختيار”، الذي حمل توقيع المخرجة رشيدة السعدي، حيث أدت فيه دور البطولة. وخلال العرض ما قبل الأول للفيلم، الذي أقيم ليلة الاثنين، أعربت عن سعادتها بهذا العمل الجديد الذي يُظهر جوانب مختلفة من قدراتها التمثيلية. ووصفت تحضيرات هذا الفيلم بأنها كانت دقيقة ومليئة بالتحديات، مما ساهم في تقديم أداء يعكس عمق الشخصية.
هذا التصريح من فرح الفاسي يعكس وعيها العميق بأهمية الاهتمام بنفسها في ظل متطلبات العمل الفني. وأكدت أن الأدوار المركبة ليست مجرد تجارب مهنية بل دروس تؤثر على الحياة الشخصية بشكل كبير، مما يجعل من العناية بالصحة النفسية ضرورة ملحّة للفنانين الذين يواجهون مشاعر متباينة خلال أدائهم لهذه الشخصيات.
إن تجربة الفاسي تبرز قيمة التحديات التي يمر بها الفنانون في تقديم أعمال تعبر عن قضايا ومشاعر معقدة. فتصريحاتها تفتح باب النقاش حول الجوانب النفسية لهذه المهنة، مؤكدة أهمية تقدير الجمهور للجهود الكبيرة التي يبذلها الفنانون للتألق على الشاشة، مع الحفاظ على توازنهم النفسي والاجتماعي.
1
2
3