عرض ما قبل الأول لفيلم “آخر اختيار” في الدار البيضاء بحضور عدد من الوجوه المعروفة

في مساء الثلاثاء الماضي، شهدت الدار البيضاء العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل “آخر اختيار”، وهو العمل السينمائي الأول للمخرجة رشيدة السعدي، الذي حضره عدد من الفنانين والنقاد بالإضافة إلى شخصيات بارزة من مجالات مختلفة. وقد تم الإعلان عن عرض الفيلم في القاعات السينمائية الوطنية ابتداءً من يوم الأربعاء.
يُعد هذا الفيلم الروائي من الأفلام المؤثرة التي تتناول مواضيع الحب والخداع والإدمان، ويقدم قصة مأساوية لزوجين شابين، نورا ومهدي. يتناول الفيلم بتفاصيل دقيقة الآثار النفسية والاجتماعية للإدمان، حيث يعرض ببراعة واقعاً قاسياً يسلط الضوء على العواقب الوخيمة لهذه الظاهرة في المجتمع. يُظهر العمل كيف يمكن للإدمان أن يكون له تأثير مدمر على حياة الأفراد وعلاقاتهم، ويكشف عن تأثيره على البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون فيها.
قصة الفيلم تروي أحداثاً درامية حول علاقة نورا ومهدي التي بدأت بالحب لكن سرعان ما تحولت إلى مأساة بعد أن أخفت نورا إدمانها على لعبة البوكر، مما أدى إلى إفلاسها المالي. يزداد الوضع تعقيداً عندما يمرض مهدي ويجد نفسه في وضع يائس، مما يجعله يقامر بأموال الصيدلية التي يعمل بها. ومع تصاعد هذه الأزمات، يكتشف مهدي الحقيقة المرة عن زوجته، ما يدفعه في النهاية إلى طلب الطلاق منها، تاركاً إياها في حالة انهيار تام.
في تصريحاتها الصحفية، أكدت المخرجة رشيدة السعدي أن فيلم “آخر اختيار” ليس مجرد عرض لظاهرة الإدمان، بل هو أيضاً تسليط الضوء على الاختيارات التي يتخذها الإنسان في حياته، ومدى تأثير هذه الاختيارات على مصيره ومصير من حوله. وأضافت السعدي أنها حرصت على تقديم رؤية واقعية وصادقة حول هذه الظاهرة الاجتماعية، وبيان تداعياتها على الحياة الشخصية والبيئة المحيطة. وقد أعربت عن سعادتها بالتجاوب الكبير الذي لقيه الفيلم على الصعيدين الوطني والدولي.
من جانبها، عبرت الممثلة فرح الفاسي، التي أدت دور نورا في الفيلم، عن سعادتها بترشيح الفيلم للعديد من الجوائز الدولية المهمة، مشيدة بالمستوى الاحترافي الذي ساد فريق العمل خلال التصوير. كما أشادت بالمقاربة الفريدة للمخرجة رشيدة السعدي التي منحت الفيلم رؤية واضحة وأسلوباً استثنائياً في العمل. وأضافت الفاسي أنها تمتعت بتجربة تصوير مميزة، خاصة مع محترفي لعبة البوكر، الذين ساهموا في تقديم مشاهد حقيقية وواقعية قدر الإمكان.
أما الممثل يوسف العربي، الذي جسد دور مهدي في الفيلم، فقد أكد بدوره أن الأجواء الاحترافية خلال فترة التصوير كانت العامل الرئيسي وراء النجاح الباهر للفيلم. وأضاف أن فريق العمل كان متعاوناً ومتفانياً، وهو ما سمح لهم بتقديم أفضل أداء ممكن، رغم تعقيد المواضيع الحساسة التي تم تناولها. وأشاد كذلك بالدور الكبير للمخرجة السعدي في توجيه الفريق وتنظيم العمل بطريقة احترافية ساعدت على إظهار أفضل ما في الفيلم.
ويُذكر أن فيلم “آخر اختيار” قد حصل على عدة جوائز دولية، حيث فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان جيفارا السينمائي الدولي في كوبا. كما نال ثلاثة جوائز في مهرجان “Écrans Noirs” في الكاميرون، وهي جائزة أفضل ممثلة لفرح الفاسي، وجائزة أفضل سيناريو، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى “الشاشة الذهبية”.

1

2

3

عرض ما قبل الأول لفيلم "آخر اختيار" في الدار البيضاء بحضور عدد من الوجوه المعروفة