بدأت محكمة جنح التجمع الخامس بالقاهرة، يوم السبت، أولى جلسات محاكمة الفنان المصري عمرو دياب، في قضية هزت الرأي العام بعد اتهامه بالاعتداء على شاب خلال حفل زفاف في القاهرة الجديدة. الحادثة التي وقعت في جو احتفالي، أدت إلى ظهور جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما نشر مقطع فيديو يوثق اللحظة التي قام فيها الفنان بصفع الشاب أثناء محاولته التقاط صورة سيلفي معه. الجدل الذي صاحب القضية تفجر بسبب تصرف الفنان الذي وصفه الكثيرون بالعنيف وغير المبرر في مناسبة عامة.
أثناء الجلسة، استمعت المحكمة إلى مرافعة محامي الشاب، سعد أسامة، الذي أكد أن موكله تعرض للاعتداء بشكل صريح ومباشر من الفنان عمرو دياب. المحامي شدد على أن الحادثة تسببت في أضرار نفسية جسيمة للشاب، إذ دخل الأخير في حالة اكتئاب حادة دفعته للابتعاد عن عمله والانعزال عن محيطه الاجتماعي. وأضاف المحامي أن الضحية تعرض لحملة من التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة لهذا الحادث، ما زاد من معاناته وأدى إلى أضرار كبيرة في حياته الشخصية والعملية.
وأشار المحامي إلى أن الشاب لم يقم بالرد على الصفعة التي تلقاها احتراماً لسن الفنان وحفاظاً على الأجواء العامة. كما أوضح أن التصرف الذي قام به عمرو دياب أمام جمع من الناس يعتبر من التصرفات التي تسبب العار للطرف الذي تعرض للاعتداء. وذهب المحامي إلى المطالبة بتعويض مالي قدره خمسة ملايين جنيه، تعويضاً عن الأضرار النفسية والاجتماعية التي لحقت بالضحية. هذه المطالبة كانت بمثابة نقطة فارقة في القضية حيث ركزت على تأثير الحادثة ليس فقط على الفرد بل على المجتمع بشكل عام.
على الجانب الآخر، حاول محامي الفنان عمرو دياب، أشرف عبد العزيز، الدفاع عن موكله مشيراً إلى أن الشاب هو من بدأ بالتصرف بشكل استفزازي في الحفل. عبد العزيز أكد أن الشاب اقترب بشكل غير لائق من المسرح وطلب التقاط صور مع عمرو دياب بشكل متكرر، مما جعله يشعر بعدم الراحة. وأوضح أن تصرف الشاب كان يستهدف إثارة الجدل وتحقيق الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حساب الفنان. هذا التصرف، كما أكد محامي دياب، كان هدفه خلق “تريند” على منصات الإنترنت، وهو ما دفع الفنان إلى التصرف كما فعل.
وأضاف المحامي أن ما قام به الفنان كان مجرد دفاع عن النفس، حيث كان دياب يؤدي فقرة غنائية في الحفل، وكان الشاب يزعجه ويحاول التسلل إلى مساحته الشخصية أثناء أدائه. وأوضح عبد العزيز أن موكله لم يكن يريد إهانة الشاب، بل كان يرد على تصرفات استفزازية تعرض لها بشكل مفاجئ. كما ذكر أن الفنان قام بتقديم بلاغ ضد الشاب في وقت سابق، مشيراً إلى أن الشاب هو من بدأ بمضايقته، بل كان يمسك به بطريقة غير لائقة، وهو ما وثقته كاميرات الحفل.
وإضافة إلى ذلك، قال محامي عمرو دياب إن البلاغ الذي قدمه الشاب ضد الفنان جاء في وقت متأخر من الحادثة، مما يشير إلى أن الشاب كان ينوي إثارة الجدل والتشهير بالفنان. واعتبر المحامي أن البلاغ لم يكن مجرد رد فعل على الحادثة، بل كان خطوة مدروسة من الشاب لجذب الانتباه. وأكد المحامي أنه لا يوجد أي تجاوز من جانب موكله، وأن الحادثة برمتها هي مجرد حالة دفاع عن النفس في موقف غير متوقع.
الجدير بالذكر أن النيابة العامة كانت قد قررت إحالة القضية إلى المحكمة بعدما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي يوثق لحظة الصفعة. الفيديو سرعان ما انتشر بشكل واسع، ما دفع كلا الطرفين إلى تبادل البلاغات. الشاب اتهم عمرو دياب بالاعتداء عليه، بينما اتهم الفنان الشاب بمضايقته والتسبب في إزعاجه أثناء الحفل. هذا التبادل في الاتهامات أثار جدلاً جديداً على مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد للفنان ومعارض له.
القضية أعادت فتح النقاش حول الحدود بين الفنانين ومعجبيهم في الأماكن العامة، خاصة في المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف. ودعا الكثيرون إلى احترام خصوصية الفنانين في مثل هذه المناسبات، مؤكداً على ضرورة التعامل بلطف وحذر من الطرفين. هذه الواقعة كانت بمثابة تذكير للجميع بأهمية احترام المسافات الشخصية والفنية، وأن التصرفات المبالغة في محاولة التفاعل مع الفنانين قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
1
2
3