لطالما كان فيلم “أنوال” مصدر اهتمام واسع لدى الجمهور المغربي، خاصة بعد إعلان بدء تصويره قبل عامين، ليترقب الجميع عرضه في دور السينما المحلية. إلا أن التأخيرات المتكررة في عرضه أثارت تساؤلات حول أسباب هذه التأخيرات، حيث تبين أن العمل يواجه عدة صعوبات تتعلق بالجانب التقني والتمويلي، مما حال دون عرضه في الموعد المحدد.
1
2
3
من أبرز المشكلات التي واجهت الفيلم كانت تتعلق بالتحرير والمكساج، حيث لم يكن الشريط جاهزًا من الناحية التقنية. ووفقًا للمصادر، فإن فريق العمل لا يزال يسابق الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على الفيلم بهدف التمكن من عرضه في دور السينما خلال الأشهر القليلة القادمة. وعلى الرغم من طول الفترة التي انقضت منذ انتهى التصوير، فإن المخرج والطاقم التقني يعملون حاليًا على معالجة هذه التفاصيل لضمان جاهزية الفيلم قبل تقديمه للجمهور.
بالإضافة إلى التحديات التقنية، فقد واجه المنتج محمد النضراني مشكلة تمويلية ضخمة، تمثلت في عدم حصوله على الدعم الكافي لإتمام المشروع. وكشف النضراني في منشور سابق عبر حسابه على فيسبوك عن الحاجة إلى مبلغ إضافي قدره 200 ألف يورو لتغطية تكاليف الفيلم، بعد أن وصلت تكلفة إنتاجه إلى ما يقارب 4.85 مليون درهم. ورغم هذه الصعوبات المالية، فإن النضراني وفريقه يواصلون العمل على إتمام الفيلم الذي يُعد مشروعًا فنيًا مهمًا في تاريخ السينما المغربية.
يروي فيلم “أنوال” قصة حياة المجاهد عبد الكريم الخطابي، أحد أبرز القادة في تاريخ المغرب. يعرض الفيلم جوانب مختلفة من حياة الخطابي، بدءًا من أيامه كطالب في جامعة القرويين، مرورًا بتجاربه الصحفية في مدينة مليلية، حيث كان يعمل صحفيًا، وصولًا إلى فترة تدريسه للغة الأمازيغية في الريف المغربي. يسلط العمل الضوء أيضًا على دور الخطابي كقاضٍ للقضاة في تلك الفترة، بالإضافة إلى التحول الكبير في مسيرته حينما قرر الانخراط في المقاومة ضد الاستعمار الإسباني في منطقة الريف.
يشارك في بطولة الفيلم مجموعة من الممثلين الموهوبين، مثل ربيع القاطي وإسماعيل أبو القناطر وراوية، بالإضافة إلى محسن مالزي وسعد ضريف، فضلًا عن عدد من الممثلين المحليين من منطقة الريف الذين يجسدون شخصيات تاريخية محورية في حياة عبد الكريم الخطابي. يجسد هؤلاء الممثلون بكل إبداع الدور الذي يليق بالشخصيات التي يقدموها، مما يساهم في تقديم صورة حقيقية ودقيقة عن تلك الحقبة التاريخية.
من المنتظر أن يُعرض فيلم “أنوال” في دور السينما قريبًا، حيث يأمل القائمون عليه أن يحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا. يحمل الفيلم رسالة هامة عن تاريخ المغرب والمقاومة ضد الاستعمار الإسباني، مما يجعله مشروعًا فنيًا ذو أهمية تاريخية كبيرة. يتوقع أن يشهد عرض الفيلم إقبالًا جماهيريًا، خاصة في ظل الموضوعات التي يتناولها، بالإضافة إلى المجهود الفني الكبير الذي بذله فريق العمل لإنجازه.
العمل الفني الذي يتم التحضير له حاليًا يعد خطوة هامة في تقديم قصص تاريخية مغربية على الشاشة الكبيرة، مما يعزز من الدور الثقافي للسينما في المغرب.