يواصل الشعب المغربي التعبير عن دعمه الثابت لفلسطين وقضيتها العادلة في كل مناسبة، حيث يرفضون أي خطوة تطبيع مع إسرائيل أو أي تصرف يمس حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الموقف الراسخ يعبر عنه المغاربة من خلال تنظيم الوقفات الاحتجاجية في المدن أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تخرج الحملات التي تدعم الشعب الفلسطيني وتندد بالجرائم الإسرائيلية.
وعلى الرغم من الضغوطات الدولية، لا يزال المغاربة يعتبرون أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل وفرض العقوبات على قادتها بسبب الجرائم التي ترتكب ضد غزة، وهي الجرائم التي وثقتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
1
2
3
ضمن هذا السياق، أثار الجدل الأخير حول مسلسل “ناس الملاح” لمخرجته جميلة البرجي ومنتجه أحمد بوعروة موجة من الاستنكار، بعد أن تم إشراك ممثلة إسرائيلية سابقة في المسلسل، تدعى إيفا كدوش.
هذه المشاركة جعلت المغاربة يعبرون عن غضبهم الشديد، خاصة وأن إيفا كدوش كانت مجندة في الجيش الإسرائيلي، الذي يشارك في إبادة الشعب الفلسطيني. وظهرت في المسلسل المغربي في دور “مسعودة”، وهو ما أثار استغراب المتابعين الذين تساءلوا عن سبب منح دور لمثلة دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطين.
لقد كانت ردود الفعل على هذه المشاركة حادة جداً، إذ هاجم المغاربة المخرجين والمنتجين عبر منصات التواصل الاجتماعي مطالبين بوقف عرض المسلسل بسبب هذه الخطوة غير المقبولة في نظرهم.
أشار الكثيرون إلى أن قبول مشاركة ممثلة إسرائيلية في مسلسل مغربي يتناقض مع المواقف الثابتة للمغرب، ويضر بصورة البلد الذي يرفض أي نوع من التطبيع مع إسرائيل. ودعا المغاربة إلى محاسبة القناة الثانية التي عرضت المسلسل، متسائلين عن السبب وراء قبولها لهذه المشاركة المثيرة للجدل.
من جانبها، ردت إيفا كدوش على الانتقادات التي وجهت إليها في اتصال هاتفي، حيث أكدت أنها لا تأبه عادة للانتقادات التي تأتيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها أوضحت أن الهجوم الذي تعرضت له بسبب ارتباطها بإسرائيل كان أكثر إيلامًا.
وأضافت أنها تشعر بالحزن جراء الهجوم الذي طالها بسبب دعمها لإسرائيل وديانتها اليهودية، حيث أكدت أنها كانت تشعر بالراحة عند المشاركة في المسلسل المغربي، لأنها تشعر بأنها جزء من الثقافة المغربية التي تربت عليها.
وقالت إيفا إن علاقتها بالمغرب عميقة، رغم أنها تقيم حالياً في إسرائيل، مشيرة إلى أنها تعتز بجذورها المغربية وتعتبر نفسها مغربية رغم ابتعادها الجغرافي. وأضافت أن المغرب هو وطنها الأصلي وأنها فخورة بالثقافة المغربية التي تمثلها، وتعتبر نفسها سفيرة لهذه الثقافة في كل مكان.
وعلى الرغم من الانتقادات التي طالتها مؤخرًا، فإنها أكدت أنها لن تتراجع عن فخرها بمغربيتها، معتبرة أن دعمها لإسرائيل لا يقلل من ارتباطها العاطفي بالثقافة المغربية.
ومع استمرار الجدل، تزداد التساؤلات حول مدى تأثير هذه الأحداث على مستقبل الأعمال الفنية المغربية. فبينما يشدد البعض على حرية الفنان في المشاركة في الأعمال الفنية، يرى آخرون أن موقف المبدعين المغاربة يجب أن يعكس موقف البلاد الثابت من القضية الفلسطينية.
وبالتالي، يبقى هذا الموضوع مفتوحًا للنقاش، وتظل المسألة في قلب الاهتمام العام، حيث يدعو كثيرون إلى مراجعة السياسات المتعلقة بمشاركة الشخصيات الإسرائيلية في الأعمال الفنية المغربية.