شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية واسعة النطاق تحت شعار “بلوكي التفاهة” و”لا تجعلوا الحمقى مشاهير”، التي أطلقها مجموعة من النشطاء على مختلف المنصات. الحملة جاءت استجابة للانتشار الواسع للمحتويات السطحية والتافهة على منصات مثل يوتيوب و”تيك توك”، والتي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل مثير للجدل.
1
2
3
كانت الحملة بمثابة ردة فعل قوية تجاه المشاهير على هذه المواقع الذين أصبحوا محط أنظار الجمهور، رغم احتوائهم على محتوى بعيد عن الفائدة أو القيمة الحقيقية. واعتبر المشاركون في الحملة أن هذه الظاهرة أصبحت تمثل تهديداً حقيقياً للوعي المجتمعي، داعين إلى وقف دعم هؤلاء الذين يروجون لسلوكيات غير لائقة.
تزامن هذا التحرك الإلكتروني مع سلسلة من الاعتقالات التي طالت عدد من مشاهير “السوشيال ميديا”، ما أثار تساؤلات حول مصير هؤلاء الأفراد الذين يبثون المحتوى المشوّه. فقد تم القبض مؤخراً على اليوتيوبر رضى البوزيدي المعروف بلقب “ولد الشنوية”، وكذلك على الستريمر إلياس المالكي، بعد اتهامهما بتهم تتعلق بالسب والشتم، وتشهير بالأفراد، بالإضافة إلى الانتهاك الصارخ للخصوصية والمس بالحياء العام.
الأمر الذي دفع العديد من المغاربة إلى إبداء تأييدهم لهذه الحملة الإلكترونية، مؤكدين أن الوقت قد حان للحد من تأثير هذه الفئة على المجتمع. حيث عبروا عن استيائهم من توجيه الجمهور نحو هذا النوع من المحتوى السطحي، الذي يفتقر إلى المضمون ويشجع على العنف والتصرفات غير المسؤولة.
النشطاء الذين يروجون لهذه الحملة يعتبرونها بمثابة دعوة للعودة إلى قيم الاحترام والوعي المجتمعي، مشددين على ضرورة تقنين المحتوى المذاع على المنصات الاجتماعية. وطالبوا بتطبيق قوانين أكثر صرامة لمحاسبة هؤلاء “المؤثرين” الذين ينشرون أساليب حياة تفتقر إلى الأسس الأخلاقية، مما يهدد تربية الأجيال القادمة.
بهذا الشكل، تشكل حملة “بلوكي التفاهة” نبضاً شعبياً يعكس رغبة مغاربة عديدين في قطع الطريق أمام التفاهة والتدني الإعلامي على الشبكة العنكبوتية.