الأمير مولاي رشيد:المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منصة لدعم المواهب وتعزيز الحوار الثقافي

منذ انطلاقه في سبتمبر 2001، شكل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش محطة بارزة في عالم السينما، حيث نجح في استقطاب أهم نجوم السينما العالمية، معززاً بذلك موقع المغرب كوجهة مفضلة للإنتاجات الأجنبية الكبرى. في كلمته المنشورة على الموقع الرسمي للمهرجان، أكد الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، أن هذا الحدث ساهم بشكل كبير في الدينامية التي تشهدها الصناعة السينمائية الوطنية، مشيراً إلى دوره الأساسي في تنمية المواهب المغربية الشابة ودعمها.

1

2

3

وأوضح الأمير مولاي رشيد أن المهرجان، منذ تأسيسه بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عمل بجهد لتقديم الدعم للمئات من أصحاب المشاريع السينمائية، مما أسهم في بروز جيل جديد من السينمائيين المغاربة. ومن بين هؤلاء المخرجة أسماء المدير، التي حققت إنجازاً تاريخياً بفوزها بالنجمة الذهبية لمراكش عن فيلمها “كذب أبيض”، الذي كان قد استفاد من دعم ورشات الأطلس على مدار دورتين متتاليتين.

كما أبرز الأمير أن هذه التجربة المميزة تلهم الأجيال الجديدة وتشكل استمراراً لمسار التطور الذي تشهده الصناعة السينمائية بالمغرب، حيث بلغ عدد الأفلام المنتجة في السنة الماضية 34 فيلماً. ولضمان استمرارية هذا الزخم، تم تعزيز برنامج ورشات الأطلس من خلال إطلاق “منصة الأطلس” الموجهة للمهنيين الشباب، والتي تهدف إلى تطوير مهاراتهم وتمكينهم من الانفتاح على العالم.

لم يغفل المهرجان في استراتيجيته إشراك النقاد السينمائيين والصحفيين باعتبارهم عنصراً مهماً في دعم مسار الإنتاج السينمائي. وفي هذا الإطار، تم تخصيص برامج تدريبية تهدف إلى تعزيز قدراتهم المهنية، مما يساهم في تحقيق التكامل داخل المنظومة السينمائية الوطنية.

الدورة الحادية والعشرون للمهرجان تتميز ببرنامج غني يشمل ثلاثة تكريمات بارزة. التكريم الأول مخصص للممثلة الراحلة نعيمة المشرقي، التي تعتبر أيقونة السينما المغربية، والتكريم الثاني للممثل والمخرج الأمريكي شون بين، الحاصل على جائزتي أوسكار، بينما يكرم الثالث المخرج الكندي الكبير ديفيد كروننبرغ. وستترأس لجنة التحكيم لهذه الدورة المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، المعروف بحسه الإبداعي والجمالي المتميز.

وفي إطار تعزيز التواصل بين عشاق السينما وروادها، ستتضمن الدورة سلسلة من الحوارات مع أسماء سينمائية لامعة مثل المخرجين تيم بورتون وألفونسو كوارون، حيث ستقام هذه الجلسات في مسرح “ميدان” بشارع “إم أفينيو”. هذه اللقاءات تمنح الحضور فرصة فريدة للتعمق في تجارب هؤلاء المبدعين والاطلاع على رؤاهم السينمائية.

وفي ختام كلمته، شدد الأمير مولاي رشيد على أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يمثل حدثاً فريداً لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار الثقافي، مؤكداً أن هذا الفضاء السينمائي يعكس رسالة سلام وتعايش موجهة إلى العالم بأسره، ويستمر في كونه منصة تجمع بين الإبداع الفني والقيم الإنسانية.

الأمير مولاي رشيد:المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منصة لدعم المواهب وتعزيز الحوار الثقافي