تعد ظاهرة التشرد في مدينة أكادير، التي تتجسد في تواجد الأطفال والمراهقين المتشردين في الشوارع والأزقة، واحدة من القضايا الاجتماعية المتزايدة التي تؤرق المجتمع المحلي. تتجسد هذه الظاهرة بشكل ملحوظ أمام العديد من المطاعم والمقاهي، حيث يتجمع هؤلاء الأطفال والشباب في أماكن عامة، مما يثير الانزعاج لدى السكان والزوار على حد سواء. هذا المشهد أصبح مألوفاً، بل يكاد يكون يومياً، أمام مرأى السلطات المحلية التي لم تتمكن بعد من احتواء هذه الظاهرة بشكل فعّال.
1
2
3
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك ليشمل المناطق السياحية في المدينة، مثل شارع الحسن الثاني وممر ساحة أيت سوس، التي شهدت تواجد المتشردين والمختلين عقلياً. هذه الصورة المتكررة تضر بسمعة المدينة، التي كانت وما زالت وجهة سياحية هامة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة في إطار مشاريع التهيئة الحضرية الكبرى، لا تزال هذه الظاهرة تسيطر على الأماكن التي تم تجديدها، مما يثير قلق السكان ويفقد المدينة جزءاً من رونقها.
ومع تزايد أعداد المتشردين في أكادير، يعاني العديد منهم من ظروف قاسية، حيث يقضون ليلهم في الشوارع والأزقة، في وضعيات قد تشكل تهديداً على حياتهم. وقد لوحظ أن معظم هؤلاء المتشردين هم من الأطفال والمراهقين، الذين يتعرضون يومياً لمخاطر عديدة تشمل الاستغلال والعنف. من أبرز الأماكن التي يتواجد فيها هؤلاء الأفراد شارع الحسن الثاني، حي إحشاش، وحول الأسواق والمقاهي، حيث يتجمعون ويتجولون بحرية في وضح النهار أو في الليل.
إن هذا الواقع يعكس وجود العديد من العوامل التي تساهم في تفشي الظاهرة، مثل الفقر والهشاشة الاجتماعية، إلى جانب تفشي ظاهرة التفكك الأسري. لكن بالرغم من هذه الأسباب العميقة، يظل من الضروري تكثيف الجهود لمحاربة هذه الظاهرة، ليس فقط على مستوى أكادير ولكن على مستوى الوطن بشكل عام. إن التدخل العاجل من الجهات المعنية ضروري لحماية هذه الفئة الضعيفة من المجتمع، وخاصة الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والحماية.
في هذا السياق، طالب العديد من النشطاء بضرورة تدخل السلطات المختصة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال توفير الإيواء المؤقت وتقديم الدعم الغذائي والطبي للمشردين. كما شدد هؤلاء النشطاء على ضرورة تكثيف جهود الجمعيات التي تعمل في مجال مساعدة المشردين، وضرورة توفير مراكز إيواء للأطفال والمراهقين، فضلاً عن تقديم الدعم النفسي لهم لإعادة إدماجهم في المجتمع.
وفي ظل الظروف الراهنة، أصبحت أكادير مدينة تواجه تحديات اجتماعية كبيرة، قد تؤثر على سمعتها كوجهة سياحية. ولذا، من الضروري أن تتحرك الجهات المختصة بشكل أسرع وأكثر فعالية، من خلال اتخاذ تدابير شاملة لمعالجة هذه الظاهرة الاجتماعية، التي تهدد ليس فقط حياة المتشردين، بل أيضاً تضر بمستقبل المدينة.