هيام ستار تنضاف للائحة الموقوفين فهل حان وقت تنظيف الويب المغربي من التافهين؟

يبدو أن الويب المغربي قد وصل إلى نقطة تحول حاسمة، حيث تم أخيرا اتخاذ خطوات جادة لمكافحة تفشي المحتوى التافه على منصات التواصل الاجتماعي.

1

2

3

في الآونة الأخيرة، توافدت الأنباء حول اعتقال عدد من المؤثرين وصناع المحتوى الذين ذاع صيتهم على هذه المنصات، مثل إلياس المالكي ورضى ولد الشينوية وعائشة السريدي الشهيرة بهيام ستار، وذلك بسبب تصريحاتهم وأفعالهم التي تسيء إلى الصورة العامة للمغرب. هذا الاعتقال جاء بمثابة رسالة قوية لتحسين نوعية المحتوى الرقمي وحماية سمعة المجتمع.

المؤثرون بين الشهرة والتورط:

من بين أبرز القضايا التي هزت السوشال ميديا في المغرب، كان اعتقال رضى البوزيدي، المعروف ب “ولد الشنوية”، الذي تم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات. الشهرة التي اكتسبها عبر نشره لمحتوى مثير للجدل من خلال مقاطع فيديو تسخر من شخصيات عامة وتستهدف مؤثرين آخرين، كانت سببا رئيسيا في تورطه في القضايا القانونية.

للأسف، تزايدت هذه الظاهرة حيث اعتاد الكثير من صناع المحتوى على نشر مقاطع تتضمن السب والقذف والتشهير بأشخاص آخرين بهدف زيادة عدد المتابعين. هذه التصرفات، رغم ما قد تساهم به من جذب انتباه الجمهور، إلا أنها تتسبب في تشويه صورة الويب المغربي وتعزز من تفشي ثقافة التفاهة.

هيام ستار وتحديات القيم الاجتماعية:

من ناحية أخرى، كانت عائشة السريدي، المعروفة ب “هيام ستار”، أحد الأسماء التي أثارت جدلا واسعا في السوشال ميديا. حيث أوقفتها السلطات الأمنية بعد تصريحات مثيرة للجدل حول اعتناقها المسيحية وخروجها من الإسلام، بالإضافة إلى تصرفاتها الاستفزازية في العديد من البثوث المباشرة.

كما ظهرت في بعض “اللايفات” بملابس فاضحة، مما أثار استياء كثير من المغاربة، الذين طالبوا بمحاسبتها على هذه التصرفات التي تتنافى مع القيم الاجتماعية للمجتمع المغربي. على إثر ذلك، قدمت شكاوى ضدها من قبل عدد من المؤسسات الحكومية والأفراد الذين تأثروا سلبا من تصرفاتها على الإنترنت.

الويب المغربي: بين حرية التعبير وحماية القيم:

هذه الوقائع تأتي في وقت يشهد فيه المغرب تغييرات كبيرة في تعزيز حقوق الإنسان وحماية قيم المجتمع. ولكن مع هذا، يظل هناك تحد كبير في مواجهة المحتوى الذي لا يحترم هذه القيم، ويعتمد في تأثيره على الأساليب التي تتناقض مع معايير الأخلاق العامة.

إن التفاهة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تروج للأفكار الغريبة والممارسات غير المقبولة، أصبحت تهدد الصورة التي يسعى المغرب للحفاظ عليها. وبناء على ذلك، أصبح لزاما على السلطات أن تقوم بدورها في تنظيف السوشال ميديا من هذا النوع من المحتوى الذي لا يعكس الثقافة المغربية الأصيلة.

نحو سوشال ميديا أكثر إيجابية:

ليس المقصود من “تنظيف السوشال ميديا” هو التضييق على حرية التعبير أو الحد من قدرة الأفراد على المشاركة في الحياة الرقمية، ولكن يتطلب الأمر تعزيز الرقابة على المحتوى الذي يسيء إلى سمعة البلاد أو يروج لمفاهيم غير لائقة.

الويب المغربي يحتاج إلى مؤثرين حقيقيين يقدمون محتوى بناء، يتناول قضايا اجتماعية وثقافية مهمة، بعيدا عن الهجوم والتشهير الذي أصبح للأسف جزء من ثقافة البوز السريع.

التفاهة ليست وسيلة للربح:

من المؤكد أن العديد من المؤثرين الذين تم اعتقالهم حققوا شهرة واسعة بفضل هذه الأساليب المثيرة للجدل. ومع ذلك، يجب أن نعي أن الوصول إلى الشهرة ليس هدفا في حد ذاته إذا كان يتطلب تدمير القيم الأخلاقية. سياسة الاسترزاق عبر الإثارة والتفاهة لا يمكن أن تستمر على المدى الطويل، حيث أن الجمهور بدأ يعي أهمية المحتوى الذي يرتقي بالذوق العام ويعكس صورة مشرقة للمغرب.

الإصلاح الرقمي ضرورة اجتماعية:

إن عملية تنظيف السوشال ميديا من التفاهة والمحتوى السلبي تعتبر خطوة أساسية نحو خلق فضاء رقمي أكثر صحة ووعيا. الاعتقالات الأخيرة تحمل رسالة واضحة لكل من يسعى إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي بشكل غير لائق: أن هذا السلوك لن يبقى دون حساب.

المغرب بحاجة إلى محتوى هادف، يروج للقيم والمبادئ التي تعكس هوية الشعب المغربي وتساهم في تعزيز مكانته الإيجابية في العالم.

هيام ستار تنضاف للائحة الموقوفين فهل حان وقت تنظيف الويب المغربي من التافهين؟