بدأت معالم البرمجة التلفزيونية الخاصة بشهر رمضان المقبل تتشكل تدريجيا، مع الكشف عن مجموعة من الأعمال الجديدة التي ستُعرض على القنوات الوطنية، بينما سيتوقف عرض بعض الأعمال التي اعتاد المشاهد المغربي على متابعتها في السنوات السابقة. من بين هذه الأعمال، يغيب مسلسل “بابا علي”، الذي شكّل جزء مهما من برمجة قناة الأمازيغية لعدة مواسم رمضانية متتالية وحقق نسب مشاهدة مرتفعة.
هذا المسلسل الذي استوحى قصته من شخصية “علي بابا” الشهيرة، يدور حول حياة رجل بسيط يعيش في قرية أمازيغية تحيط بها الطبيعة الساحرة والتقاليد المغربية الأصيلة. تتناول القصة تفاصيل العلاقات الإنسانية داخل محيطه العائلي والاجتماعي، مما ساهم في خلق حالة من التفاعل الكبير مع المشاهدين، إذ استطاع أن يلامس قلوبهم من خلال بساطة الطرح وقوة الأداء.
على الرغم من المنافسة الشديدة بين الأعمال الرمضانية، استطاع “بابا علي” أن يثبت نفسه كواحد من أكثر الأعمال متابعة على شاشة “الأمازيغية”، حيث حصد نسبة مشاهدة كبيرة حتى على منصة “يوتيوب”، مما جعله من بين الإنتاجات الأكثر نجاحا في المواسم الرمضانية السابقة. ومع ذلك، تقرر غيابه عن البرمجة هذه السنة، الأمر الذي أثار تساؤلات الجمهور حول أسباب هذا القرار.
يتولى إخراج مسلسل “بابا علي” مصطفى أشاور، وهو من تأليف كل من إبراهيم علي بوبكدي وأحمد نتاما، بينما يضم طاقم العمل نخبة من النجوم الأمازيغيين مثل الحسين بارادواز وعبد اللطيف عاطف وأحمد نتما وأحمد عوينتي، إلى جانب الحسن شاشاو ومصطفى الصغير ومحمد قيمرون. هذا الفريق الإبداعي نجح في تقديم عمل يتميز بالتنوع الثقافي والاهتمام بتفاصيل التراث المغربي.
بالرغم من غياب “بابا علي” عن شاشة رمضان المقبل، يبقى أثره واضحا في الساحة الفنية، باعتباره عملا يجسد الهوية الثقافية الأمازيغية ويقدمها بأسلوب بسيط يجمع بين الترفيه والرسائل الإنسانية العميقة، مما يعزز مكانته كأحد الأعمال التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الدراما المغربية.
1
2
3