تكريم صناع تقليديين في النسخة الثانية من “الكنوز الحرفية المغربية” حفاظا على التراث الثقافي

جرى في العاصمة الرباط تنظيم حفل خاص بتتويج عدد من الصانعات والصناع التقليديين في إطار النسخة الثانية من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”، الذي انعقد تحت شعار “حاملو المشعل، احتفالا بالصناعة التقليدية المغربية”. وقد شهد الحدث حضور شخصيات بارزة، من بينها مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، إلى جانب كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية لحسن السعدي، ووزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، وممثل مكتب اليونسكو للدول المغاربية إيريك فلات.
جاء هذا الحفل كتكريس للنجاح الذي حققته النسخة الأولى من البرنامج، والتي عرفت تصنيف سبعة صناع تقليديين كـ”كنوز حرفية مغربية”، حيث قاموا بنقل مهاراتهم ومعارفهم على مدى تسعة أشهر إلى مجموعة من الشباب الناشئ. وقد شملت التخصصات التي تم التركيز عليها حينها عدة فنون تقليدية مغربية مثل نسج الإستبرق، والزليج التطواني، وصناعة الآلات الموسيقية.
وفي هذه النسخة الثانية، تم تكريم عشرة صناع تقليديين جدد، ممن يحملون خبرات متميزة في مجالات مثل صناعة القفطان الرباطي، والمصنوعات النباتية للجنوب، والخزف المكناسي، وغيرها من الحرف اليدوية ذات القيمة الثقافية الكبيرة. وقد تم اختيار هؤلاء لتدريب ما يزيد عن مائة شاب، في إطار سعي البرنامج إلى خلق جيل جديد يحمل شعلة الموروث التقليدي.
أعرب مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الذي يعكس إصرار المغرب على الحفاظ على تراثه الثقافي اللامادي. وأكد أن هذه المبادرة تعبر عن رؤية استراتيجية عميقة تسعى للحفاظ على الفنون التقليدية والترويج لها، مشيرا إلى الشراكة المتميزة التي تجمع المغرب بمنظمة اليونسكو في هذا الصدد.
من جهته، وصف كاتب الدولة لحسن السعدي الصناعة التقليدية بأنها تمثل مرآة للهوية الثقافية المغربية، وتعكس عبقرية الحرفي التقليدي الذي يبدع بإرث متجذر في التاريخ. وأوضح أن القطاع يعمل بشكل مستمر على صون هذا الموروث عبر مبادرات متنوعة، تهدف إلى إعطاء دفعة قوية لهذه الحرف في مختلف أنحاء المملكة.
تميز الحفل بحضور واسع لممثلي السلك الدبلوماسي والسفراء والبرلمانيين ومديري المؤسسات العمومية، مما يعكس أهمية هذه المبادرة في تعزيز مكانة الحرف التقليدية داخل المشهد الثقافي والاقتصادي للمملكة. كما تمت الإشارة إلى أن برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” يسهم في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي، ويوفر فرصا اقتصادية تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.
يعد هذا البرنامج، الذي أطلق بشراكة بين كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية ومنظمة اليونسكو، بمثابة نموذج رائد يسعى إلى ضمان استمرارية الحرف التقليدية المهددة بالاندثار، مع تعزيز حضورها على المستوى الوطني والدولي من خلال مشاريع تستهدف الأجيال الصاعدة.

1

2

3

تكريم صناع تقليديين في النسخة الثانية من "الكنوز الحرفية المغربية" للاحتفاء بالتراث الثقافي