شهدت الرياضة المغربية في عام 2024، الذي أوشك على الانتهاء، العديد من التحديات والإنجازات في مختلف المسابقات الرياضية الدولية. بداية من كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في كوت ديفوار، وصولاً إلى الأولمبياد في باريس، كان هذا العام مفعماً بالمفارقات بين النجاح والفشل، الذي أعطى صورة شاملة عن واقع الرياضة المغربية في المحافل القارية والدولية.
1
2
3
كأس أمم إفريقيا.. إخفاق محبط للمنتخب المغربي
انطلقت المسابقات الرياضية بالنسبة للمغرب مع بداية العام في الأسبوع الثاني، حيث شارك المنتخب الوطني المغربي في النسخة الرابعة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في كوت ديفوار. كان المنتخب المغربي يطمح لتحقيق لقبه الثاني في تاريخه بعد الإنجاز الكبير في مونديال قطر 2022. ورغم استعداداته الجيدة، لم ينجح “أسود الأطلس” في تحقيق الأمال المرجوة، حيث خرجوا من البطولة في دور الـ16 بعد هزيمتهم أمام جنوب إفريقيا بهدفين نظيفين، ليضعوا بذلك حداً لمشوارهم المخيب للآمال.
بدأ المنتخب المغربي مشواره في البطولة بتفوق واضح حيث تصدر مجموعته السادسة برصيد 7 نقاط، وذلك بعد فوزه على تنزانيا بثلاثية نظيفة وزامبيا بهدف وحيد وتعادله مع جمهورية الكونغو (1-1). ورغم ذلك، كان الخروج المبكر أمام جنوب إفريقيا بمثابة خيبة أمل كبيرة للكرة المغربية.
الألعاب الأولمبية.. إنجاز تاريخي رغم المشاركة المتواضعة
وفي الألعاب الأولمبية التي جرت في باريس، سجل المنتخب الأولمبي المغربي إنجازاً تاريخياً عندما فاز بالميدالية البرونزية بعد تغلبه على المنتخب المصري في مباراة تحديد المركز الثالث. وكان هذا هو أول ميدالية أولمبية في تاريخ المغرب في هذا المجال. ورغم هذا الإنجاز، كانت المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية بباريس كارثية في بعض جوانبها، حيث اقتصرت الحصيلة على ميداليتين فقط، الأولى كانت ذهبية للبطل سفيان البقالي في سباق 3 آلاف متر موانع، والأخرى كانت برونزية لمنتخب “أشبال الأطلس”.
كانت بداية المنتخب المغربي في الأولمبياد قوية حيث تمكن من الفوز على المنتخب الأرجنتيني 2-1، لكنه خسر أمام أوكرانيا 2-1، ثم عاد للفوز على العراق 3-0 ليصعد إلى الدور الثاني. واصل الفريق تألقه بالفوز على الولايات المتحدة 4-0 قبل أن يخسر أمام إسبانيا في نصف النهائي 2-1.
فشل الأندية المغربية في المسابقات القارية
أما على مستوى الأندية المغربية، فقد شهدت الفرق المحلية نتائج مخيبة في المسابقات القارية. في كأس الكونفدرالية الإفريقية، خسر نهضة بركان لقب البطولة أمام الزمالك المصري بعد مباراتين حافلتين بالإثارة، حيث انتهت مباراة الذهاب في بركان بفوز الفريق المغربي 2-1، بينما حسم الزمالك مباراة العودة بهدف نظيف ليحقق اللقب بمجموع المباراتين.
وفي دوري أبطال إفريقيا، لم يتمكن الوداد البيضاوي من تخطي دور المجموعات، حيث احتل المركز الثالث في مجموعته التي ضمت فرق أسيك ميموزا الإيفواري، سيمبا التنزاني وجوانينغ غالاكسي البوتسواني.
إنجازات إيجابية لكرة القدم داخل القاعة
على الرغم من الإخفاقات الكبيرة في كرة القدم، إلا أن منتخب كرة القدم داخل القاعة حقق إنجازات بارزة. حيث نجح المنتخب المغربي في الاحتفاظ بلقب كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة بعد فوزه على أنغولا 5-1 في المباراة النهائية. كما أظهر المنتخب المغربي أداءً مميزاً في كأس العالم التي أقيمت في أوزبكستان، حيث بلغ دور ربع النهائي قبل أن يخرج على يد البرازيل بنتيجة 3-1. ورغم الخروج من البطولة، فإن مسيرة المنتخب في البطولة كانت مشرفة وأثبتت تطور كرة القدم داخل القاعة في المغرب.
إخفاق المنتخب المغربي لكرة اليد
أما في كرة اليد، فقد شهدت هذه السنة أيضاً إخفاق المنتخب المغربي في التأهل لنهائيات كأس العالم بعد خروجه من كأس إفريقيا التي أقيمت في مصر. ورغم اجتيازه لدور المجموعات في المركز الثاني، إلا أن المنتخب المغربي توقف في دور ربع النهائي بعد خسارته أمام منتخب الرأس الأخضر، ليخرج من المنافسة على المراكز المؤهلة إلى كأس العالم.
الإنجاز التاريخي في الألعاب البارالمبية
ورغم العديد من الإخفاقات في بعض الرياضات، فإن الرياضيين البارالمبيين المغاربة قدموا أداءً رائعاً في الألعاب البارالمبية التي أقيمت في باريس. حيث تمكنوا من تحقيق 15 ميدالية، بما في ذلك ثلاث ميداليات ذهبية، مما يمثل إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المشاركة المغربية في هذه الألعاب. وقد نجح أبطال المغرب في رفع العلم الوطني عالياً بفضل عزيمتهم وإصرارهم على التفوق، وهو ما يعكس بوضوح التحسن الكبير في المستوى الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب.
في الختام، كانت سنة 2024 مليئة بالتحديات والإنجازات المتباينة، حيث شهدت الرياضة المغربية تقلبات بين نجاحات فردية وجماعية وفشل في بعض المنافسات. ورغم الإخفاقات، تبقى هذه الفترة فرصة للتعلم والتحسين في السنوات المقبلة.