تحرير مرضى نفسيين محتجزين في قلعة السراغنة في ظروف قاسية وغير إنسانية

شهدت منطقة الطواهرة التابعة لجماعة الشعرا في دائرة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة حادثًا مؤلمًا للغاية مساء يوم الخميس 26 دجنبر 2024، حيث تمكنت عناصر الدرك الملكي من تحرير 19 مريضًا نفسيًا وعقليًا كانوا محتجزين داخل ضيعة فلاحية في ظروف غير إنسانية. هذا التحرير تم بناءً على تعليمات النيابة العامة المختصة، وقد أثار هذا الحادث ضجة كبيرة في الأوساط المحلية والوطنية، وطرح العديد من الأسئلة حول طريقة معاملتهم.
المعلومات التي تم الكشف عنها توضح أن هؤلاء المرضى كانوا مقيدين بالأقفال والسلاسل داخل الضيعة، بعيدًا عن أي اهتمام صحي أو إنساني. كانت ظروفهم مروعة حيث افتقدوا إلى أبسط وسائل الرعاية الأساسية مثل الطعام الصحي والرعاية الطبية. هذا الوضع المؤلم يثير الكثير من التساؤلات حول كيفية استمرار هذه المعاملة القاسية دون أن يتم اكتشافها في وقت مبكر.
تفاصيل القضية تكشف عن حقيقة صادمة؛ حيث كانت أسر هؤلاء المرضى تدفع مبالغ مالية شهرية للضمان “إيواء” ذويهم في هذه الضيعة، تحت ادعاء تقديم علاج لمشاكل نفسية وإدمان. ومع مرور الوقت، تبين أن هذه الأسر كانت مخدوعة، وأن المرضى كانوا يعيشون في ظروف مزرية تحت وطأة المعاملة الجافة. هؤلاء المحتجزون لم يكونوا فقط من منطقة قلعة السراغنة بل جاؤوا من عدة مناطق مغربية، بما في ذلك مدن الشمال.
تم نقل المرضى فورًا بعد تحريرهم إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بكدية الجمالة بقلعة السراغنة لتلقي العلاج والفحوصات الطبية اللازمة. وأكدت المصادر الطبية أن العديد منهم يعانون من سوء التغذية وظهور علامات قاسية على أجسادهم تشير إلى سوء المعاملة، وهو ما يثير القلق على حالتهم النفسية والجسدية على المدى الطويل.
الأبحاث ما زالت جارية للكشف عن كافة التفاصيل المتعلقة بهذه القضية المروعة، والبحث عن المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما يتم التحقيق في كيفية استمرار هذا الوضع دون تدخل السلطات المحلية أو الجهات المختصة. هذه القضية تُظهر بشكل واضح الحاجة الماسة لتفعيل الرقابة على المؤسسات الخاصة التي تدعي علاج المرضى النفسيين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
إن هذا الحادث يعكس الإشكالية الكبرى التي يواجهها الأشخاص المصابون بالأمراض النفسية في المغرب، حيث لا توجد آليات كافية لحمايتهم وضمان حقوقهم الأساسية. إن تحسين النظام الصحي المختص بهذا النوع من المرضى أصبح ضرورة ملحة لضمان معاملة إنسانية وآمنة لجميع المصابين بالأمراض النفسية في البلاد.

1

2

3

تحرير مرضى نفسيين محتجزين في قلعة السراغنة في ظروف قاسية وغير إنسانية