يسري المراكشي يستعد لتقديم شخصية جديدة ومعقدة في المسلسل المغربي “جرح قديم”

من المتوقع أن يشهد شهر رمضان المقبل عرض المسلسل الدرامي الجديد “جرح قديم”، الذي يقدمه المخرج مراد الخودي. يتناول العمل مواضيع اجتماعية ونفسية حساسة، ويُعد من أبرز الأعمال التي ستدخل المنافسة الدرامية في هذا الشهر الكريم. يُتوقع أن يكون لهذا المسلسل تأثير كبير بفضل موضوعاته المثيرة التي تتناول العنف ضد الرجال والأمراض النفسية داخل الأسرة. وتُعد هذه المواضيع من القضايا التي لا تُحظى عادة باهتمام كبير في الأعمال الدرامية، ما يجعل من العمل فرصة لتقديم محتوى مختلف وجديد.
يشارك في هذا المسلسل الممثل يسري المراكشي، الذي سيجسد دوراً معقداً لمريض نفسي يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية شديدة، مما يدفعه إلى مواجهة العديد من المشاكل الحياتية. تُظهر شخصية يسري قدرة المراكشي على تقديم أدوار متنوعة، حيث يتطلب الدور أن يكون في حالة من التوتر المستمر، ما يعكس تعقيد الشخصية التي يؤديها. في إطار تحضيراته لهذا الدور، استعان المراكشي بعدد من الأطباء النفسيين الذين قدموا له الدعم النفسي والمهني، ما سيمكنه من تجسيد الدور بشكل احترافي وواقعي.
المسلسل لا يقتصر على تقديم شخصية يسري المراكشي فقط، بل يضم أيضاً مجموعة من النجوم الذين سيضيفون طابعاً مميزاً على العمل. من بينهم الممثلة مجدولين الإدريسي، التي ستؤدي شخصية معقدة أخرى، حيث ستجسد امرأة تعاني من السحر والشعوذة وتصبح ضحية لما يُعرف بـ “التوكال”، وهو نوع من السحر الذي يُستخدم للسيطرة على الأشخاص. هذه الشخصية تبرز قضية الخرافات والممارسات التي ما زالت منتشرة في بعض الأوساط، مما يضفي بعداً جديداً على الدراما المغربية.
كما يتناول مراد الخودي في هذا المسلسل مسألة العنف ضد الرجال، وهي قضية نادراً ما يتم التركيز عليها في الدراما العربية. تجسد الممثلة سحر الصديقي في المسلسل شخصية زوجة تعنف زوجها، مما يُسلط الضوء على العنف الأسري من زاوية غير مألوفة، ويعكس بذلك تطوراً في معالجة القضايا الاجتماعية. من خلال هذه الشخصيات المتنوعة والمعقدة، يقدم المسلسل صورة حية للتحديات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تواجهها الأسر في المجتمع المعاصر.
إضافة إلى ذلك، يهدف مراد الخودي من خلال هذا العمل إلى فتح باب النقاش حول قضايا قد تكون مؤلمة ولكنها حقيقية، مثل الأمراض النفسية، والضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى اضطرابات عقلية. كما يوضح أن التحديات النفسية لا تقتصر على فئة معينة من المجتمع، بل يمكن أن تؤثر على جميع الأشخاص بغض النظر عن الجنس أو المكانة الاجتماعية.
تُعد هذه التجربة الدرامية الجديدة بمثابة نقلة نوعية في مسيرة المخرج مراد الخودي، الذي يُظهر قدرته على استكشاف قضايا جديدة وشائكة لم يتم تناولها من قبل. ويتوقع أن يحقق المسلسل نجاحاً كبيراً نظراً للأداء المتميز الذي يقدمه فريق العمل، وكذلك الموضوعات القوية التي يتناولها والتي تتناسب مع اهتمامات الجمهور في هذا العصر.