لطالما كانت علاقة الإعلامي مراد العشابي بالفنان الراحل محمد الخلفي واحدة من أقوى وأجمل العلاقات في الساحة الفنية المغربية. فقد كانت تلك العلاقة التي بدأت منذ سنوات طويلة، مليئة بالتقدير والمحبة المتبادلة.
كان العشابي دائمًا يحرص على زيارة الخلفي، خاصة في لحظات الوحدة التي عاشها الأخير في سنواته الأخيرة. كانت هذه الزيارات تمثل أكثر من مجرد لقاءات عادية؛ بل كانت تجسد علاقة أعمق من الصداقة.
فقد كان العشابي دائمًا يسعى لنقل تفاصيل حياة صديقه الراحل لجمهوره، وكان دائمًا يبذل جهدًا لتوثيق لحظاته وأخباره ليعيشها محبو الفنان الراحل، الذين لطالما أحبوه.
مرت الأيام، ورغم الظروف التي مرت بها الساحة الفنية، لم تنقطع هذه العلاقة الإنسانية العميقة بين العشابي والخلفي. بل استمرت حتى بعد رحيل الفنان الكبير، حيث لم ينسَ العشابي أن يشارك متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي ذكرياته مع الراحل. فقد عبر عن الحزن الذي خيم عليه، خاصة بعدما حصل على جائزة النجم المغربي، وهو الحدث الذي جاء بعد فترة قصيرة من وفاة الخلفي.
حيث أكد العشابي في كلمته التي ألقاها عقب تسلمه الجائزة، أنه شعر بمزيج من الحزن والفرح. فقد شعر بالسعادة بهذا التتويج، لكنه في الوقت نفسه كان يفتقد وجود صديقه العزيز الذي كان يعتبره بمثابة الأب والسند في حياته.
تحدث العشابي عن هذه اللحظات المؤلمة بقلب مليء بالمشاعر الصادقة، حيث أشار إلى أن الجائزة التي نالها كانت بمثابة تكريم لصديق رحل عن الدنيا. وقال العشابي إنه قدم الجائزة لروح الفنان محمد الخلفي، وكان الدموع تغلب عليه وهو يعبر عن حبه واحترامه لهذا الفنان الكبير الذي ترك فراغًا لا يمكن ملؤه في عالم الفن. هذه الكلمات كانت تعبيرًا صادقًا عن العلاقة القوية التي كانت تجمع بينهما. لم يكن العشابي فقط زميلًا إعلاميًا، بل كان صديقًا مخلصًا ورفيقًا وفيا طوال سنوات طويلة.
ومع مرور الأيام، استمر مراد العشابي في نشر ذكرياته مع الفنان الراحل على منصات التواصل الاجتماعي. كان يشارك مع متابعيه صورًا تجمعه بالراحل محمد الخلفي، ليبقيه حيًا في ذاكرة محبيه. وكان يرفق هذه الصور بتعليقات تحمل كلمات حزنٍ عميق، كما في تدوينته الشهيرة التي قال فيها: “دخول عام جديد بدون وجودك، بدون قفشاتك، بدون مكالماتك، بدون ضحكاتك.. با الخلفي، لن تمت. ستظل حيًا في القلب والذاكرة لأنك رمز من رموز الإبداع الراقي الذي لا يموت”. هذه الكلمات كانت بمثابة اعتراف بالفراغ الكبير الذي تركه الفنان الراحل في حياة العشابي وحياة الجمهور المغربي بشكل عام.
وفي هذه التدوينة، أشار العشابي إلى أن الراحل سيظل حيًا في القلوب والذاكرة، مهما مرت السنوات. كما دعا له بالرحمة والمغفرة، مؤكداً أنه رغم الحزن الكبير الذي يشعر به، إلا أنه يظل يذكره بكل الحب والتقدير. وكان العشابي يختتم تدوينته بكلمات تعكس التفاؤل والأمل في المستقبل، رغم ما يمر به من ألم لفقدان صديقه المقرب.
هذه العلاقة الإنسانية العميقة بين مراد العشابي ومحمد الخلفي تظل نموذجًا يحتذى به في الصداقة والفن. فقد كانا يشكلان ثنائيًا مميزًا في عالم الإعلام والفن، وأثبتا أن الفن ليس مجرد مهنة، بل هو أكثر من ذلك بكثير. هو علاقة تبنى على الاحترام المتبادل، والذكريات الجميلة التي لا تنسى.
1
2
3