في لقاء مثير ضمن برنامج “مملكة الإبداع” الذي يعرض عبر قناة “ميدي1 تيفي”، عبّر الموسيقار المغربي كريم التدلاوي عن رأيه بوضوح حول موسيقى الراب وتأثيرها على الهوية الثقافية. وأكد أن هذا النوع الموسيقي لا يعكس التميز أو الإبداع الذي طالما تميزت به الموسيقى المغربية. كما أوضح أن جذور الراب تعد دخيلة على ثقافتنا، مما جعله يثير جدلا واسع النطاق بين محبي الموسيقى والنقاد على حد سواء.
استعرض التدلاوي في حديثه أهمية الموسيقى كوسيلة تعبير عن الهوية الثقافية، مشيرا إلى أن موسيقى الراب الحديثة تفتقر إلى العمق الذي يميز الأعمال الفنية الحقيقية. وذكر أن الموسيقى الشرقية، رغم تعقيد كلماتها أحيانا، استطاعت بفضل جمالياتها الموسيقية الوصول إلى قلوب المستمعين. أما الراب، برأيه، فإنه يفتقر إلى هذا التميز والجاذبية.
في ظل الانتشار الكبير لموسيقى الراب بين الشباب المغربي، أوضح التدلاوي أن هذا النوع الموسيقي يحقق أرقاما قياسية في نسب الاستماع محليا ودوليا. ومع ذلك، يرى أن هذه الشعبية لا تعكس بالضرورة جودة المحتوى الفني أو قدرته على التأثير الثقافي الإيجابي. كما أشار إلى أهمية تعزيز الموسيقى الأصيلة التي تحمل هوية ثقافية واضحة.
تُبرز تصريحات التدلاوي الجدل المستمر بين الأجيال حول تأثير الأنواع الموسيقية الجديدة. ففي حين يجد الشباب في الراب تعبيرا عن قضاياهم وأسلوب حياتهم، يرى الموسيقار ضرورة التمسك بالتراث الموسيقي الغني الذي يعكس الروح المغربية. ويؤكد أن الحفاظ على هذا التراث يمثل رسالة ثقافية تستحق الدعم.
بينما يحظى الراب بشعبية واسعة، يتساءل التدلاوي عن إمكانية توظيف هذا النوع الموسيقي بشكل يخدم الثقافة بدلًا من أن يكون مجرد تقليد لأنماط دخيلة. كما دعا إلى البحث عن إبداع محلي في الراب يمكن أن يجعله أداة تعبير جديدة متماشية مع الهوية المغربية. ويعتقد أن الموسيقى ليست مجرد وسيلة تسلية، بل هي مسؤولية ثقافية.
عبّر كريم التدلاوي عن أمله في أن يساهم الفنانون الشباب في تقديم محتوى موسيقي يحمل بصمة مغربية واضحة. كما دعا إلى فتح نقاش أوسع حول مستقبل الموسيقى في المغرب، مشيرا إلى أهمية البحث عن توازن بين الإبداع المعاصر والحفاظ على التراث الأصيل، بما يضمن تطورا ثقافيا يعبر عن هوية الوطن.
1
2
3