وزير التعليم يكشف أن ثلثي التلاميذ في الابتدائي لا يجيدون الحساب أو اللغتين الفرنسية والعربية

تعتبر مشكلة ضعف مستوى التعليم من أبرز التحديات التي تواجه النظام التعليمي في المغرب، إذ يعاني العديد من التلاميذ من صعوبة في فهم المواد الأساسية. في هذا السياق، أشار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إلى الأرقام الصادمة التي تكشف عن حال التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي. إذ أكد أنه في نهاية الدورة الابتدائية، تبين أن ثلثي التلاميذ لا يستطيعون إتقان أساسيات الحساب، أو فهم اللغة الفرنسية، أو حتى التعبير بالعربية بشكل سليم. هذا الوضع يعكس ضعف كفاءة التعليم في بعض المناطق، حيث لا يتجاوز نسبة المتفوقين في المواد الأساسية مثل الرياضيات واللغات الـ 10%.
ويعتبر برنامج “مدارس الريادة” الذي أطلقته الوزارة أحد أبرز الإصلاحات التي تهدف إلى رفع مستوى التعليم، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف الكفاءة التعليمية. يشمل هذا البرنامج مجموعة من التدابير التي تهدف إلى معالجة الفجوات التعليمية وتطوير المنظومة بشكل جدي وفعال. من بين أبرز هذه التدابير، أشار الوزير إلى تقديم دروس أولية مكثفة في بداية كل موسم دراسي، تمتد لمدة ستة أسابيع، وذلك لتقوية الأساسيات لدى التلاميذ قبل البدء في تدريس المواد بشكل تقليدي.
من جهة أخرى، أكد الوزير برادة على أن هذه الاستراتيجية قد أثبتت فعالية في تحسين جودة التعليم عبر مختلف مناطق المغرب. في ظل هذا البرنامج، يتم تطبيق طرق تدريس مبتكرة تعتمد على وسائل تكنولوجية حديثة لتسهيل الفهم والاستيعاب. كما يتم إجراء تقييمات دورية للمستوى التعليمي للتلاميذ، حيث يمكن مقارنة أداء المدارس بعضها البعض على مستوى المدارس، والأقاليم، وحتى الجهات. وقد أظهرت هذه التقييمات أن هناك تقدماً ملحوظاً في بعض المناطق بفضل تطبيق هذه الأساليب الحديثة.
إضافة إلى ذلك، تتيح استراتيجية مدارس الريادة فرصاً للتلاميذ في مختلف أنحاء المملكة للتعلم بنفس المستوى، وهو ما يعزز مبدأ العدالة التعليمية. بحيث يستطيع التلميذ في منطقة نائية أن يتلقى نفس نوعية التعليم الذي يتلقاه تلميذ في المدن الكبرى، بفضل اعتماد نفس المنهج وأساليب التدريس المتطورة. هذه المبادرة تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة التعليمية وتقليص الفجوات بين مختلف المناطق.
كما أشار الوزير إلى أن هذا الإصلاح لا يقتصر على تحسين المناهج الدراسية فقط، بل يشمل أيضاً تدريب المعلمين على تقنيات تدريس جديدة تتماشى مع التطورات العالمية في مجال التعليم. ويعتبر هذا التوجه في غاية الأهمية، حيث يساهم في إعداد كوادر تعليمية قادرة على تلبية احتياجات التلاميذ وتحقيق نتائج أفضل في مختلف الاختبارات الدراسية.
الجانب الآخر الذي يحظى باهتمام الوزارة هو تفعيل نظام تقييم شامل ودوري يشمل جميع المدارس، ويسمح بتقديم صورة واضحة عن تقدم التلاميذ في جميع أنحاء المغرب. ويهدف هذا النظام إلى تقييم الأداء التربوي ليس فقط على مستوى الدروس اليومية ولكن أيضاً على مستوى نتائج الامتحانات والأنشطة المدرسية التي يتم تنظيمها على مدار السنة.
في الختام، يمثل برنامج مدارس الريادة نقطة تحول كبيرة في إصلاح المنظومة التعليمية المغربية. وتعد هذه الإصلاحات خطوة هامة نحو تحقيق تعليم ذو جودة عالية، يحسن من مستوى التلاميذ ويؤهلهم لمواجهة تحديات المستقبل.

1

2

3

وزير التعليم يكشف أن ثلثي التلاميذ في الابتدائي لا يجيدون الحساب أو اللغتين الفرنسية والعربية