أستاذ مغربي يحقق إنجازا عظيما بفوزه بجائزة المعلم العالمية بعد ابتكار طريقة مسرحية لتعليم الرياضيات

في خطوة غير مسبوقة، فاز الأستاذ المغربي مسعود عربية بجائزة المعلم العالمية لعام 2024، حيث تم تكريمه في حفل أقيم في العاصمة الهندية نيودلهي يوم السبت الماضي. تعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز في مجال التعليم على مستوى العالم، وتنظمها سنويا المنظمة العالمية “أي كي اس”، التي تحتفي بالتفوق في قطاع التعليم. وقد كان العربية هو الفائز الوحيد من العالم العربي ومنطقة شمال إفريقيا، ما يضيف فخرا لهذا الإنجاز الكبير.
ساهم الأستاذ مسعود عربية في تحسين طرق تدريس الرياضيات، حيث قام بتطوير مشروعه الإبداعي “رياضيات الأطفال” (Math Kids)، الذي يدمج بين تعلم الرياضيات والمسرح المدرسي. هذا المشروع يهدف إلى جعل مادة الرياضيات أكثر متعة وسهولة للطلاب في المرحلة الابتدائية. ومن خلال عروض مسرحية تفاعلية، أصبح التلاميذ يشاركون في الأنشطة بفاعلية، ما يجعلهم يتقبلون المفاهيم الرياضية بشكل مبتكر. يذكر أن عربية يعمل في مجموعة مدارس ابن عاشر في مدينة تارودانت، وقد نجح في إلهام الآلاف من الطلاب والمعلمين في مختلف أنحاء العالم بتطوير هذه الطريقة المميزة.
لم يقتصر نجاح العربية على الرياضيات فحسب، بل توصل إلى تحويل مادة “النشاط العلمي” أيضا إلى عروض مسرحية تعليمية مميزة. تستمر كل عرض لمدة 45 دقيقة، حيث يشاهد الطلاب تجارب علمية تجسد المفاهيم التي يدرسونها في الفصل الدراسي. يؤكد العربية دائما أن المسرح المدرسي ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة تعليمية فعالة تساهم في تحفيز الطلاب وتوسيع مداركهم. ويشدد على أن الأنشطة المسرحية تساعد في تبسيط المواد الدراسية، مما يساهم في تعزيز الفهم لدى التلاميذ.
أستاذ مسعود عربية لم يكن يعتقد يوما أن جهوده ستصل إلى هذا الحد من التقدير. وفي تصريح له، قال العربية: “منذ عام 1998، عملت جاهدا لتحويل الرياضيات من مادة صعبة إلى تجربة ممتعة، وأردت أن أجعل الأطفال يشعرون بأنهم جزء من اللعبة التعليمية.” يعكس هذا التصريح التزامه المستمر بتطوير أساليب التدريس، حيث يؤمن أن كل طالب يمتلك القدرة على التفوق في الرياضيات إذا توافرت له الأدوات المناسبة لتعلمها.
إن هذا الإنجاز ليس فقط بمثابة تكريم لأستاذ مغربي بذل جهدا كبيرا على مدى 25 عاما، بل هو تكريم لكل المعلمين في المغرب الذين يسعون جاهدين لتطوير العملية التربوية. العربية عبر عن فخره بهذا التتويج، مؤكدا أنه لا يمثل فقط فوزه الشخصي، بل هو فوز لجميع المعلمين في المغرب الذين يعملون على تطوير التعليم وتقديم حلول مبتكرة تواجه التحديات التعليمية. هذا الإنجاز يعتبر رسالة قوية لأهمية البحث المستمر عن أساليب جديدة وفعالة في تدريس المواد الدراسية.
تعد جائزة المعلم العالمية منصة دولية تهدف إلى تسليط الضوء على المعلمين الذين يقدمون حلولا مبتكرة تسهم في تحسين البيئة التعليمية في العالم. يعتبر فوز مسعود عربية بهذه الجائزة تتويجا لمساهماته المستمرة في هذا المجال، ويعكس التفوق المغربي في تحقيق التفرد والابتكار في التعليم.