سعيد العوني، الشاب الذي أطلق على نفسه لقب “لولا الظروف”، لم يكن يعلم أن حبه لكرة القدم وبساطته سيقوده إلى قلوب الملايين. منذ ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح هذا الاسم مألوفًا في أذهان الجميع، وحقق شعبية واسعة تميزت بالعفوية. وبالفعل، كانت قصته سببًا رئيسيًا لجذب تعاطف الكثيرين، إذ حملت في طياتها رسالة قوية عن القدرة على تجاوز الصعاب بفضل الإصرار.
نشأ العوني في بيئة بسيطة، بعيدًا عن الأضواء، لكن تلك البساطة كانت تحمل بداخلها طموحات كبيرة. كان سعيد مولعًا بكرة القدم منذ صغره، وكان يلعب بها ساعات طويلة في أحياء ضيقة بين أصدقائه، حيث كانت اللعبة بالنسبة له أكثر من مجرد رياضة، بل كانت حلمًا وملاذًا له، وأملًا يرافقه في حياته اليومية.
عُرف العوني في السوشيال ميديا من خلال عبارته الشهيرة “لولا الظروف”، وقد أحبها الجمهور بسبب ما تعكسه من صراع مع التحديات. كان يظهر في الفيديوهات وهو يلعب كرة القدم في أماكن بسيطة، حيث لم تمنع الظروف التي نشأ فيها هو وأصدقاؤه من تقديم مهاراتهم وإظهار حبهم لكرة القدم. فبفضل هذه العفوية التي تجلت في تصرفاته، جذب انتباه العديد من متابعيه الذين تأثروا بشجاعته وطموحه.
وفي سياق آخر، كان للعوني فضل كبير في نجاحه على يد “الستريمر” إلياس المالكي، الذي آمن بموهبته ودعمه. فقد قدم له فرصة ذهبية ليظهر على الساحة الرياضية من خلال مشاركته في منافسة “دوري الملوك”، وهو ما مهد له الطريق لتوسيع دائرة شهرته والوصول إلى مستويات أعلى في عالم الرياضة.
ومن خلال هذا الدعم، بدأت شهرة العوني تنتشر بشكل سريع، وتحول اسمه إلى حديث الجماهير. أصبح “لولا الظروف” رمزًا للعديد من الأشخاص الذين رأوا فيه مثالًا حقيقيًا على التحدي والإصرار. كما تبادل العديد من المشاهير والمتابعين على منصات السوشيال ميديا دعمهم له، ليُصبح اسمه “ترند” في المغرب بفضل تفاعله مع أفراد المنتخب المغربي وجماهيره.
عبارة “لولا الظروف” أصبحت اليوم شعارًا يعكس مسيرة شاب تحدى ظروفه الاجتماعية القاسية ليصبح أحد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم. ورغم أنه نشأ في بيئة كانت تحد من طموحاته، إلا أن عزيمته القوية دفعت به نحو تحقيق النجاح، ليصبح واحدًا من اللاعبين الذين يفتخر بهم الجمهور، وتظل قصته مصدر إلهام للكثيرين.
1
2
3