1
2
3
في مبادرة جديدة لتجديد اللقاء مع الجمهور المغربي، أبدعت فرقة البساط للمسرح بمدينة بنسليمان في تقديم مسرحية “حيحا”. هذا العمل الفني المتميز جاء بدعم من المسرح الوطني محمد الخامس، حيث يحمل في طياته احتفاءً بالموروث الثقافي المغربي. يعكس العمل انتصاراً لفن الحلقة، الذي يعد من أقدم الأشكال الفرجوية بالمغرب، مع إضفاء لمسة معاصرة تواكب تطلعات الجمهور.
تدور أحداث المسرحية داخل أجواء الحلقة التقليدية، لكنها جاءت بأسلوب معاصر يناقش قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب هزلي. اعتمدت المسرحية على النغمات والعزف الحي لإضافة بُعد فني جذاب للجمهور، حيث جمع العمل بين النقد الاجتماعي والفكاهة الهادفة. ومن خلال هذه التركيبة، نجحت المسرحية في استقطاب انتباه الحاضرين، مع الاحتفاء بفن “عبيدات الرمى”، الذي يُعد جزءاً من الهوية الثقافية لمنطقة بنسليمان، مسقط رأس الفرقة.
قُدم العمل برؤية فنية متكاملة، من تأليف وإخراج عبد الفتاح عاشق، وتشخيص نخبة من الممثلين الموهوبين، منهم مونية لمكيمل، وعادل نعمان، ورشيد عسري. كما شارك كل من مصطفى السميهري وكوثر شهوان في تقديم أدوار متميزة تعكس تناغماً جماعياً. وقد أسهمت الموسيقى التي أعدها الفنان رضى مساعد، والسينوغرافيا التي صممها الدكتور طارق الربح، في خلق تجربة بصرية وسمعية متكاملة.
ساهم فريق العمل الفني في تعزيز جودة المسرحية من خلال تقنيات متطورة تحت إشراف عبد الرزاق أيت باها، وتصاميم ملابس أعدتها صفاء، إضافة إلى الأكسسوارات التي صممها بدر أوسعدن. ولضمان سير العرض بسلاسة، كان هناك دور بارز لكل من إدارة الخشبة بإشراف سامي نايت عمرو، والمحافظة العامة بقيادة نور الدين مخلص. كما تولى توثيق العمل الفني رضى أمزال لضمان أرشفة هذا الإنجاز المسرحي المتميز.
تأسست فرقة البساط للمسرح في عام 1999، حيث انطلقت من مسرح الثانويات لتشق طريقها في عالم الاحتراف. وقد مثلت الفرقة المغرب في محافل دولية بارزة بكل من الكويت، وتونس، وكوريا الجنوبية، وحققت نجاحات لافتة في المهرجانات الوطنية. حصدت الفرقة جوائز مرموقة خلال مشاركتها في المهرجان الوطني لمسرح الشباب، حيث فازت بجوائز في ست دورات من أصل عشر.
قدمت الفرقة مسرحيات متنوعة حظيت بإعجاب الجمهور، ومن أبرز هذه الأعمال “عقم وهم”، و”الخيمة”، و”أمجادف الريح”، و”سوالف الكمرة”، و”مدينة الكراكيز”. كما جالت الفرقة ربوع المملكة بعروضها المسرحية، لترسم البهجة وتساهم في نشر الثقافة المسرحية. يعكس هذا الإرث الفني المتميز شغف الفرقة بالمسرح، وإصرارها على تقديم أعمال تجمع بين الأصالة والتجديد.