في واقعة طبية مأساوية، اكتشفت كاملا باي، البالغة من العمر 44 عامًا، بعد عامين من إجراء عملية جراحية لاستئصال سرطان المبيض، أن مقصًا جراحيًا نُسي داخل جسدها. هذه الحادثة المروعة تكشف عن إهمال طبي فادح تعرضت له كاملا خلال فترة علاجها، ما جعلها تعيش مع آلام شديدة في منطقة البطن لفترة طويلة، رغم إجرائها للجراحة بنجاح. ومع استمرار معاناتها، لم تتمكن الفحوصات الطبية الأولية من تحديد السبب حتى تم اكتشاف الأداة الجراحية في جسمها عبر فحص التصوير المقطعي.
بعد هذا الاكتشاف الصادم، خضعت كاملا لجراحة جديدة لإزالة المقص الذي ظل عالقًا في جسدها لفترة طويلة. وأثارت هذه الحادثة تساؤلات كبيرة حول الإجراءات المتبعة في المستشفيات وحول مدى دقة الفرق الطبية في مراقبة الأدوات الجراحية.
1
2
3
الدعوى القضائية والمطالبة بالعدالة
مباشرة بعد اكتشاف الإهمال الطبي الذي تعرضت له كاملا، قررت هي وأسرتها اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطبيب المعالج والمستشفى. حيث رفعوا دعوى قضائية يطالبون فيها بتعويض عن الأضرار النفسية والجسدية التي سببتها هذه الحادثة. مطالبين بالتحقيق في هذا الخطأ الطبي الكبير وتقديم المسؤولين عن الحادثة إلى العدالة. لم يكن الإهمال الذي تعرضت له كاملا مجرد حادث عابر، بل كان تذكيرًا مريرًا بأن هناك ثغرات كبيرة في الأنظمة الطبية التي يمكن أن تعرض حياة المرضى للخطر.
التحقيقات والتقرير الطبي
من جانبها، أفادت إدارة المستشفى بأنها بصدد إعداد تقرير شامل حول هذه الحادثة. ومن المنتظر أن يتم تقديم التقرير إلى السلطات القانونية المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. هذا الحدث يُظهر بشكل صارخ أهمية مراجعة وتدقيق الأدوات الجراحية قبل وبعد العمليات، بما في ذلك التأكد من أن جميع الأدوات قد تم إخراجها من الجسم بشكل كامل لتجنب أي إهمال من هذا النوع في المستقبل.
المخاطر الصحية لترك الأدوات الجراحية داخل الجسم
إن ترك الأدوات الجراحية داخل الجسم يشكل خطرًا بالغًا على صحة المريض، حيث يمكن أن تتسبب في العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة. قد تشمل هذه المضاعفات النزيف الداخلي، العدوى، والنخر، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة. ووفقًا لتقارير طبية، يشكل وجود أداة حادة مثل المقص في الجسم تهديدًا حقيقيًا على حياة المريض، وهو ما كانت كاملا تعاني منه طوال فترة معاناتها من الألم المستمر.
أمثلة بارزة لأخطاء طبية مشابهة
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في عالم الطب، فقد شهدت السنوات الماضية عددًا من الحوادث المشابهة التي أثارت استنكارًا واسعًا. ففي عام 2023، حدثت حادثة ماتو غروسو في البرازيل، حيث نُسي مقص جراحي داخل بطن سياسي برازيلي بعد استئصال ورم في الأمعاء. كما أن هناك حالات سابقة شهدت أخطاء طبية فادحة في الولايات المتحدة مثل حادثة كارولين بورستي في 2011، عندما تم خياطة إسفنجة عن طريق الخطأ في ساقها، مما أدى إلى مضاعفات صحية استمرت لسنوات. هذه الحوادث تؤكد أهمية تحسين تقنيات الفحص والمتابعة في العمليات الجراحية لتجنب الأخطاء القاتلة.
ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة
تستدعي هذه الحوادث المتكررة ضرورة تحسين الإجراءات المتبعة في المستشفيات والعيادات، وتطبيق أنظمة صارمة لضمان سلامة المرضى. يجب على الفرق الطبية أن تلتزم بأعلى معايير الدقة والاحترافية عند إجراء العمليات الجراحية. هذا يتضمن فحص الأدوات الجراحية بشكل دقيق قبل وأثناء وبعد الجراحة، لضمان عدم نسيان أي أداة داخل الجسم.