العرض ما قبل الأول لفيلم “روتيني” في الدار البيضاء يشهد حضورا غفيرا من النجوم والمشاهير

في مساء يوم السبت، شهدت سينما ميغاراما بمدينة الدار البيضاء حدثًا مميزًا تمثل في العرض ما قبل الأول لفيلم “روتيني”، الذي أخرجه لطفي أيت الجاوي. هذا العرض استقطب العديد من الشخصيات البارزة في مجال الفن، بما في ذلك أبطال الفيلم مثل الممثلة ماجدولين الإدريسي، والممثل عزيز داداس، والممثل رفيق بوبكر. حضور هذه الأسماء اللامعة أعطى الحدث طابعًا خاصًا، وجعل منه مناسبة غير تقليدية على صعيد السينما المغربية.
الهدف الرئيس من الفيلم هو معالجة ظاهرة “روتيني اليومي” التي أصبح لها حضور قوي على منصات السوشيل ميديا في السنوات الأخيرة. هذا الموضوع يعكس جزء من حياة المستخدمين على هذه الشبكات ويثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على المجتمع المغربي بشكل خاص. يتعامل الفيلم مع هذا الموضوع من خلال قالب كوميدي درامي، ليقدم للجمهور رسائل تربوية وسلسة تسلط الضوء على التأثيرات السلبية لتلك الظاهرة.
المخرج لطفي أيت الجاوي أشار في تصريحات له على هامش العرض إلى أن الفيلم يهدف إلى تقديم فكرة غير مباشرة حول مخاطر “روتيني اليومي” على حياتنا الشخصية. يطمح الفيلم إلى تحفيز التفكير النقدي لدى المتابعين حول ما يُعرض يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي وكيفية تأثير هذه المحتويات على الأفراد. كما أن الفيلم يسعى إلى إيصال رسائل هادفة في قالب مشوق، يوازن بين الترفيه والتوعية.
من جانبه، عبر الممثل عزيز داداس عن رأيه في هذه الظاهرة، موضحًا أنها قد تكون لها أبعاد مظلمة في عالم السوشيل ميديا. في تصريحات سابقة، أكد أن هذا النوع من الظواهر يعكس صورة غير دقيقة للمجتمع المغربي، مما يستدعي تسليط الضوء عليها من خلال السينما والإعلام. فالفيلم ليس فقط عرضًا كوميديًا، بل هو دعوة للتفكير في تأثير هذه الظاهرة على المجتمع.
المفاجأة الكبرى في هذا الفيلم كانت بمشاركة الممثلة ماجدولين الإدريسي في كتابة السيناريو، حيث دخلت هذا المجال لأول مرة بالتعاون مع الكاتب حكيم قبابي. هذه التجربة أضافت إلى الفيلم بعدًا جديدًا، وجعلت من العمل أكثر تميزًا. إذ أن الممثلة التي اعتادت على التألق في الأدوار التمثيلية، قررت أن تأخذ خطوة جريئة نحو الكتابة السينمائية، مما يضيف جانبًا شخصيًا ومبتكرًا للفيلم.
إلى جانب الأسماء السابقة، يعرف الفيلم مشاركة مجموعة من النجوم المغاربة الذين يضفون عليه طابعًا فنيًا رفيعًا، مثل عبد الإله عاجل وسعاد العلوي وعبد الحق مجاهد. هؤلاء النجوم يساهمون في إبراز الموضوع بشكل قوي، حيث أن كل منهم يقدم أداءً مميزًا في تجسيد الشخصيات التي يتناولها الفيلم. كما أن تنوع الأدوار يعكس تعدد جوانب الحياة اليومية التي يتناولها الفيلم بأسلوب بعيد عن التكرار أو التقليدية.
الفيلم إذًا ليس مجرد عرض فكاهي أو درامي، بل هو فرصة للمتفرج ليغوص في أعماق الحياة اليومية للمغاربة وكيفية تأثير السوشيل ميديا على تفكيرهم. من خلاله، يقدم المخرج لطفي أيت الجاوي عملًا يعكس الواقع ويعالج الظواهر المعاصرة بطرق مبتكرة، في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة في السينما المغربية التي تسعى دائمًا إلى التطرق للمواضيع الاجتماعية المعاصرة.

1

2

3

العرض ما قبل الأول لفيلم "روتيني" في الدار البيضاء يشهد حضورا غفيرا من النجوم والمشاهير