المؤثرون يدخلون الساحة الرمضانية ويثيرون جدلا واسعا في الوسط الفني

أصبح للمؤثرين المغاربة دور بارز في الإنتاجات الرمضانية، وهي ظاهرة أثارت ردود فعل متفاوتة بين جمهور المتابعين وقطاع الفن. ففي ظل التغييرات التي يشهدها عالم الإنتاج التلفزيوني، أصبح المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي جزء مهماً من هذه الأعمال، ما دفع العديد من الفنانين والمنتجين إلى التعامل معهم بشكل متزايد.
من أبرز الأسماء التي دخلت عالم التمثيل، المؤثرة لبنى الجوهري، التي تمكنت من الحصول على دور في المسلسل الرمضاني “يوم ملقاك”، الذي سيعرض على قناة “MBC5”. هذا العمل الذي يتم التحضير له في الوقت الحالي سيعرض عدة قضايا اجتماعية وإنسانية، ويعد من بين الإنتاجات الرمضانية التي يترقبها الجمهور. المخرج مصطفى أشوار هو الذي سيأخذ على عاتقه مهمة إخراج هذا المسلسل، ليضيف إلى رصيده الفني هذا المشروع الذي يضم مؤثرين كباراً مثل الجوهري.
وبجانب الجوهري، تأتي صباح بنشويخ التي استطاعت أن تحجز مكانها وسط النجوم في الإنتاجات الرمضانية. لم تكتفِ بنشويخ بمشاركتها في المسلسل ذاته، بل ستحظى بدور البطولة إلى جانب مجموعة من الممثلين الكبار. إن الشهرة التي اكتسبتها من خلال منصات التواصل الاجتماعي كانت سببا رئيسياً في دخولها عالم التمثيل، حيث أصبحت واحدة من الوجوه التي يفضلها المخرجون لمشاركتها في الأعمال الدرامية.
في الوقت ذاته، أصبح الظهور المتكرر للمؤثرين في هذه الأعمال يثير الاستياء لدى فئة كبيرة من الفنانين التقليديين. هؤلاء الرواد الذين أمضوا سنوات طويلة في بناء مسيرتهم الفنية يشعرون بالإقصاء في ظل تفضيل المخرجين والمنتجين للمؤثرين في أدوار البطولة. هذا التغيير في اختيارات الكاست يمثل تحدياً للفنانين التقليديين الذين يرون أن المعايير الفنية لم تعد هي المعيار الأساسي لاختيار الممثلين.
أما عن السبب وراء هذه التوجهات، فيرى العديد من المتابعين أن الانتقال نحو المؤثرين في الأعمال الرمضانية يعكس تحولاً في استراتيجية جذب الجمهور. فالمؤثرون، بفضل متابعيهم الأوفياء على مواقع التواصل الاجتماعي، يملكون قدرة كبيرة على جذب الأنظار والتأثير في الرأي العام. لذلك، أصبحوا خياراً مفضلاً للمنتجين الذين يسعون لجذب أكبر عدد من المشاهدين، خاصة في فترة تعتبر من أكثر الفترات حساسية في صناعة التلفزيون.
لكن، رغم هذا التوجه، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى تأثير هذه الاختيارات على الجودة الفنية لهذه الأعمال. هل سيساهم ظهور المؤثرين في إثراء الساحة الفنية أم سيؤدي إلى تراجع المستوى الفني؟ هذا السؤال قد يظل مفتوحاً في ظل التطورات المستمرة في عالم الإعلام والترفيه.
لا شك أن هذا الموضوع سيظل يثير الجدل بين الجمهور وصناع الفن، حيث يظل المعيار الفني هو الأهم في النهاية، رغم التغييرات التي نشهدها في العصر الرقمي.

1

2

3

المؤثرون يدخلون الساحة الرمضانية ويثيرون جدلا واسعا في الوسط الفني