بعد أن أسعدت الجمهور لسنوات طويلة بأعمال رمضانية مميزة، تواصل المخرجة فاطمة علي بوبكدي إبداعها الفني من خلال عمل جديد ينقلها إلى شاشة القناة الأمازيغية. يتمثل هذا العمل في مسلسل “إيلّيس ن وُوشّن”، الذي يعد إضافة جديدة إلى رصيدها الفني، ويجذب الأنظار بتركيبته المتميزة التي تجمع بين عوالم درامية وفانتازية في سياق واحد. يشكل المسلسل فرصة لتقديم طابع جديد في الأعمال التلفزيونية، ويحقق تزاوجًا مثيرًا بين الواقع والخيال.
1
2
3
قصة المسلسل والتفاصيل الدرامية
تدور أحداث مسلسل “إيلّيس ن وُوشّن” حول شخصية “أوشّن”، عالم بارز اختفى في ظروف غامضة، تاركًا وراءه لغزًا يثير العديد من التساؤلات. لا يتوفر من هذا العالم المفقود سوى ورقة جلدية تحتوي على رسم لنجمة ثمانية، والتي تمثل المفتاح الذي قد يكشف عن طريقة فتح “القلعة المنسية”، تلك القلعة التي تخفي في جوفها أسرارًا غامضة تتعلق بالعالم القديم. هذه القصة المشوقة تأخذ المشاهدين في رحلة مليئة بالغموض والتشويق، حيث تتداخل الأحداث بين الحاضر والماضي، وتكشف المزيد من الأسرار كلما اقتربت الشخصيات من الحلول.
يشمل المسلسل عناصر من الدراما والكوميديا في إطار من الإثارة والغموض، مما يعزز قيمته الفنية. كما يجمع بين الأساليب البصرية المتطورة والإخراج المتميز، ما يجعل من “إيلّيس ن وُوشّن” تجربة فنية ثرية تضع الجمهور في قلب الأحداث الغامضة التي ترافق الشخصيات.
الترويج السياحي من خلال مشاهد العمل
أحد أبرز جوانب المسلسل هو استخدامه للمواقع الطبيعية الجميلة، حيث تم تصوير العمل في مناطق خلابة مثل مدينة أزمور ومنطقة أوريكا في مراكش. تساهم هذه المواقع في إضافة طابع خاص للعمل، إذ تمنح المشاهدين الفرصة للتعرف على بعض من أبرز وجهات السياحة في المغرب. من خلال هذه اللقطات، لا يقدم المسلسل فقط قصة درامية مشوقة، بل يروج أيضًا للسياحة الوطنية، ويعرف المتابعين على أماكن قد لا تكون معروفة للجميع، لكن جمالها يجذب الأنظار ويشعل الفضول لاكتشافها.
وما يميز المسلسل أكثر هو التنقل السلس بين الأماكن المختلفة في المغرب، مما يضيف مزيدًا من المتعة والتشويق للمشاهد. هذا التنقل بين المناظر الطبيعية والأماكن التاريخية يعكس عمق القصة ويعزز من جاذبية العمل ككل، بالإضافة إلى تقديم السياحة المغربية بشكل مميز على الصعيدين المحلي والدولي.
نجاح مسلسل إيلّيس ن وُوشّن على الشاشة الصغيرة
منذ انطلاقه، حقق مسلسل “إيلّيس ن وُوشّن” نجاحًا كبيرًا حيث تفوق في مشاهداته على بعض الأعمال الشهيرة مثل الجزء الأول من مسلسل “بابا”. وقد لاقى المسلسل متابعة واسعة سواء على الشاشات المحلية أو من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حقق نسب مشاهدة مرتفعة تخطت توقعات القائمين عليه. هذه الأرقام تشير إلى أن العمل قد نال إعجاب شريحة واسعة من الجمهور، سواء داخل المغرب أو خارجه، مما يعكس جودة المسلسل واستقطابه لجماهير متنوعة.
يمثل المسلسل فرصة لعرض ثقافة مغربية غنية، وذلك من خلال طريقة تقديمه التي تجمع بين الغموض والدراما الكوميدية، ويُعتبر من الأعمال المميزة التي ستظل في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة.
طاقم العمل والتجربة الإبداعية
أما بالنسبة لفريق العمل، فقد ساهم كل من المخرجين فاطمة بوبكدي وشقيقها إبراهيم بوبكدي في إخراج النص إلى الواقع بشكل مبدع. وقد كتب السيناريو والحوار الحبيب صبري، الذي أسهم في تقديم هذه القصة بصورة شديدة التميز. بالنسبة لأبطال العمل، فقد قام كل من الحسين برداوز وعبد اللطيف عطيف وأحمد عوينتي وحسن عليوي وعبد الرحيم أكزوم وأمينة أشاوي وأمينة السوسي وكبيرة برداوز وسعيد باحوس وإبراهيم الحنوضي بتقديم أداء قوي من خلال أدوارهم المختلفة.
لكن اللافت للنظر كان الدور الذي لعبته الممثلة نورة الولتيتي كبطلة رئيسية، حيث قدّم دورها أبعادًا جديدة للشخصية التي تجسدها، مما أضاف للعمل مزيدًا من الجاذبية.
المستقبل المنتظر لمسلسل إيلّيس ن وُوشّن
في ظل النجاح الذي حققه مسلسل “إيلّيس ن وُوشّن”، يتوقع أن يظل هذا العمل أحد الأعمال التلفزيونية التي ستستمر في جذب الجمهور. من خلال مزيج من الفانتازيا والدراما، وكذلك تقديم السياحة المغربية بطريقة غير مباشرة، قد يتصدر المسلسل قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في الأعوام القادمة. قد يكون لهذا العمل دور كبير في تعزيز مكانة الدراما المغربية في الساحة التلفزيونية الإقليمية والدولية.
ما يميز هذا العمل هو قدرته على الجمع بين الجودة الفنية وجاذبية القصة، وهذا هو ما يجعل “إيلّيس ن وُوشّن” يبرز في مجال الدراما المغربية الحديثة.