سقوط طائرة مدنية قرب مطار فاس سايس يثير تساؤلات حول الأسباب التقنية

سقوط طائرة مدنية قرب مطار فاس سايس يثير تساؤلات حول الأسباب التقنية

عرف محيط مطار فاس سايس صباح يوم الجمعة حالة استنفار كبيرة نتيجة حادثة غير متوقعة تمثلت في سقوط طائرة مدنية صغيرة أثناء محاولتها الهبوط، حيث كانت الرحلة قادمة من مطار مراكش المنارة باتجاه مدينة فاس، إلا أن عملية النزول لم تمر كما كان متوقعاً، مما خلف ذعراً وسط الأطر العاملة بالمطار والجهات المسؤولة عن السلامة الجوية، وقد تحركت الفرق المختصة بشكل فوري من أجل تأمين المكان والحد من تداعيات الحادث.

1

2

3

ويُذكر أن الطائرة المعنية تنتمي لأسطول شركة “إير أوسيون” الخاصة وكانت تحمل الترقيم الجوي CN-TK، وهي من نوع “هوكر 800”، حيث أظهرت المعطيات الأولية أن الطائرة لم تستطع التوقف داخل مدرج المطار بشكل سليم، بل انزلقت عند نهايته ثم فقد الطيار السيطرة عليها لتنقلب بشكل مفاجئ على جانبها، مما أحدث حالة من الهلع والخوف بين العاملين والمسافرين الذين كانوا بالقرب من محيط المطار في تلك اللحظة الحرجة.

ومن جهة أخرى، أدت هذه الواقعة إلى إصابة ثلاثة أفراد من طاقم الطائرة الذين كانوا على متن الرحلة، حيث جرى نقلهم بسرعة فائقة إلى المستشفى الإقليمي من طرف مصالح الوقاية المدنية التي حضرت إلى مكان الحادث فوراً، من أجل تقديم الإسعافات الأولية وتأمين المصابين إلى حين تلقي العلاجات الطبية الضرورية التي تطلبها وضعهم الصحي، خصوصاً أن أحد المصابين كان في حالة حرجة حسب ما تم تداوله من مصادر محلية.

كما سارعت السلطات المحلية والجهات الأمنية إلى تطويق محيط مطار فاس سايس وعملت على إبعاد وسائل الإعلام وعدد من الفضوليين الذين حاولوا توثيق المشهد، وذلك حفاظاً على مسار التحقيق ومنعاً لأي تشويش على عمل فرق التدخل، وقد تم تفعيل خطة أمنية محكمة تضم وحدات من الدرك الملكي والشرطة إلى جانب الوقاية المدنية، من أجل ضمان عدم تأثر باقي الرحلات الجوية بهذا الحادث الاستثنائي وضمان عودة المطار إلى نشاطه الطبيعي.

وفي هذا السياق، باشرت المصالح المختصة في مجال الطيران المدني فتح تحقيق معمق من أجل تحديد الأسباب الحقيقية التي كانت وراء سقوط الطائرة، حيث يتم التركيز على الفرضيات التقنية المرتبطة بإمكانية وجود خلل ميكانيكي أو خطأ في معدات الملاحة، كما لا يُستبعد وجود تأثير لعامل الطقس أو خلل بشري أثناء عملية القيادة أو التقدير الخاطئ لمستوى المدرج، ما يفتح الباب أمام عدة احتمالات سيجري التأكد منها بناءً على التقارير المفصلة التي سيتم إصدارها من طرف فرق المراقبة الجوية.

وتتجه الأنظار في الساعات القادمة إلى نتائج التحقيق الذي أطلقته الجهات المسؤولة، والذي سيكون حاسماً في كشف ملابسات هذا الحادث الذي أعاد إلى الأذهان أهمية تجديد الصيانة الدورية للطائرات الخاصة، كما سلّط الضوء على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في المطارات المغربية، وخصوصاً في فترات الذروة الجوية والرحلات الخاصة التي لا تمر دائماً عبر الإجراءات الاعتيادية للطيران التجاري، مما يتطلب تحلي الجهات المختصة بدرجة مضاعفة من اليقظة والحذر في مثل هذه الظروف.

سقوط طائرة مدنية قرب مطار فاس سايس يثير تساؤلات حول الأسباب التقنية