خرج شمس الدين بلقايد، نجل الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، ببيان رسمي عبر حسابه على موقع “فيسبوك”، عبّر فيه عن استيائه من الإعلان عن تكريم والدته في فرنسا دون الرجوع إلى العائلة أو التنسيق معها. وقد شدد من خلال كلماته على أهمية احترام حقوق والدته الأدبية والفنية، مشيرًا إلى أن الأسرة لم تُستشر بشأن هذا التكريم الذي تم الترويج له بشكل مفاجئ وغير رسمي.
1
2
3
وفي ذات السياق، أكد شمس الدين أن أي مبادرة للاحتفاء باسم والدته يجب أن تمر عبر موافقة صريحة منه، باعتباره الممثل القانوني والشرعي لإرثها الفني، لافتًا إلى أن العائلة لا تعارض تكريم الفنانة، بل تعارض الطريقة التي تم بها الأمر دون احترام الإجراءات المتعارف عليها في مثل هذه الحالات. وقد أوضح أن الأسرة لا تبحث عن صدامات، لكنها في الوقت نفسه لن تقبل بتجاوز حقوقها المرتبطة بذكرى فنانة كبيرة قدمت الكثير للساحة الغنائية.
ومن خلال البيان ذاته، لم يتردد شمس الدين في الإعلان عن نية الأسرة اتخاذ خطوات قانونية للدفاع عن الحقوق المعنوية والفكرية الخاصة بوالدته الراحلة، حيث أشار إلى أنهم مستعدون للجوء إلى القضاء في حال استمرار استخدام اسم الفنانة دون إذن رسمي. وأوضح أن الهدف من هذه الخطوة لا يقتصر على وقف الفعالية المعلنة، بل يمتد لحماية الصورة الرمزية لوالدته والحفاظ على نزاهة إرثها الفني من أي استغلال غير مشروع.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن انتشرت ملصقات تحمل إعلانًا عن تنظيم حفل تكريمي للفنانة الراحلة نعيمة سميح في فرنسا، دون أن تتضمن تلك المنشورات أي إشارة إلى موافقة عائلتها. هذا الأمر أثار تساؤلات عديدة بين محبي الفنانة ومتابعي الشأن الثقافي، الذين عبّر بعضهم عن دعمهم الكامل لموقف الأسرة في سعيها لضمان احترام رمزية فنانة كرّست حياتها للفن النبيل.
ولا يمكن الحديث عن الفنانة نعيمة سميح دون التوقف عند عطائها الفني الكبير، حيث شكلت بصوتها الشجي وأدائها المتميز جزءًا أصيلًا من الذاكرة الموسيقية المغربية والعربية. فقد كانت من القلائل الذين اجتمع حولهم الذوق المغربي بمختلف أطيافه، لما امتازت به من صدق في التعبير، وانتقاء للكلمة، وتعاون مع أبرز الملحنين والشعراء.
وغادرت الفنانة نعيمة سميح الحياة يوم الثامن من مارس الماضي، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود، قدمت خلالها أعمالًا ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال. وتبقى قضية تكريمها حية بين من يطالب بتكريم رموز الفن، ومن يدعو لاحترام الأطر القانونية والأخلاقية عند تنظيم هذه المبادرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بأسماء لها وقع كبير في الوجدان الجماعي.