كيفية التعامل مع طفلك في الحياة اليومية

كيفية التعامل مع طفلك في الحياة اليومية
في الوقت الذي يبدأ فيه ابنك في الحركة، يصبح التدريب على الانضباط أمرا يوميا. يجد الأباء أنفسهم يصححون تصرفات الطفل ويعاقبونه وذلك من أجل أمانه في المقام الأول وأن يكون نظيفا طول الوقت أو منعه من تدمير شىء. أغلبنا يندفع بسهولة في استخدام كلمة “لا” بسهولة وهو ما يؤدي إلى نوبات الغضب والبكاء (من الطرفين أحيانا)

1

2

3

  • هل هناك بدائل للتعامل مع طفلك وتوضيح الصح من الخطأ له؟

نعم هناك بعض البدائل يمكنك من خلالها تجنب الصراعات اليومية قدر الإمكان من خلال ما يسمى بـ “الإنضباط الإيجابي”.

الفرق بين الانضباط و العقاب:

يعتمد العقاب على التسبب في بعض الإنزعاج أو الخوف أو الحرمان للطفل والذي يجبره على القيام بشىء. ولكن العقاب لا يعلم طفلك “لماذا لا؟” ولا يقدم له بدائل أخرى. أما التربية الإيجابية هدفها تعليم الطفل ومساعدته على فهم “حدوده” وقدراته وكذلك تشجعيه على التواصل معك وفي نفس الوقت الاعتماد على نفسه في التفكير. سيتعلم طفلك من خلال التربية الإيجابية كيف يرى نفسه ويرى العالم من حوله من خلال التجارب والخبرات التي يخوضها معك. ما سوف يتعلمه الآن سيبقى نموذجا له في كيفية التعامل عندما يصبح مراهقا أو شابا. ومن هنا تنبع أهمية تلك السنوات الأولى من عمر الطفل في تطوير قدراته على الاختيار والتواصل مع الآخرين.

سوء تصرف الطفل:

ببساطة لأنه يشعر أنه غير مؤهل؛ يبدأ الطفل في الشعور بالحاجة إلى الاستقلال عندما يبلغ 18 شهر وهو أمر جيد من أجل تطوير ثقته بنفسه. فإذا كنت تقومين بعمل كل شىء من أجله، قد يشعر أنه غير قادر على القيام بهذه الأمور بنفسه
الصراع على السلطة:

عامل آخر للشعور بالاستقلال، هو أن يقول الطفل “لا” للأب والأم. يحدث الصراع عادة عندما يكون الوالدين صارمين بشدة وغير مرنين. بينما تبدو القواعد الصارمة جيدة، فكري في هذا السؤال: هل تريدين أن ينشأ ابنك بإرادة ضعيفة؟
الانتباه والاهتمام:

إذا لاحظ ابنك أنك تنتبهين له فقط عندما يخطىء التصرف، فسوف يستمر في التصرف بشكل سىء كي يجذب انبتاهك دائما. احرصي على الاهتمام بطفلك عندما يقوم بتصرفات حسنة، حتى يتعلم ان هناك بدائل جيدة عندما يريد أن يجذب انتباهك.
إليك بعض النصائح الخاصة بالتربية الإيجابية والتي يمكنك البدء في تنفيذها من اليوم:

  • ضعي قواعد قليلة وواضحة: القواعد مهمة حتى يعرف الطفل ما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله. اشرحي لابنك تلك القواعد حتى يعرف حدوده، وبيني له عواقب تجاوزها. تحديد بعض القواعد يجعل الأمر أيسر ليتذكرها وينفذها. لتكن الأولوية لقواعد الأمان والسلامة مثل “عدم لمس الفرن” أو “المرورفي الشارع وحده”.
  • انزلي بحيث يكون مستوى عينيك في عيني طفلك: هذا أفضل لجذب انتباه الطفل. عندما تتكلمين بصوت عالي بعيدا عن الطفل لن يفهم هو أنك تتحدثين إليه.
  • خذي وقت قبل القيام برد فعل: إذا أساء ابنك التصرف، لا يجب أن تنهضي بسرعة إليه إلا إذا كان يؤذي نفسه أو يؤذي الآخرين. اعط نفسك بعض الثواني لاستيعاب الموقف والتفكير بهدوء في كيفية التعامل معه. تذكري أن يكون صوتك حازما ولكن منخفضا عندما تتحدثين إلى طفلك.
  • وفري بيئة مناسبة: قد يجد ابنك صعوبة في السيطرة على حركته، لذلك تأكدي من عوامل الأمان والسلامة حوله. اخفي كل ما يجذب انبتاه طفلك من أثاث وديكور البيت. وفري له كتاب أو صندوق من الألوان كبدائل للعب.
  • عبري عن نفسك، واعرضي البدائل: استخدمي جملا تعبر عن شعورك الآن مثل “لا استطيع قراءة الجريدة عندما تقوم أنت باتلافها” أو “يمكنك احضار قصتك وقراءتها بجانبي”. بهذه الطريقة تكوني قد عبرت عن نفسك بشكل إيجابي وارسلتي رسالة واضحة لطفلك. وفي نفس الوقت تقدمين لإبنك بديل مناسب للحظة القائمة.
  • قدمي خيارات متعددة: عرض الخيارات المختلفة على ابنك يعطيه احساسا بالاستقلال ويساعده على القيام باتخاذ قرارات. قولي له مثلا” يمكنك أن تأخذ حماما الآن أو بعد العشاء” أو “هل تريد أن تلبس القميص الأزرق أم الأحمر؟”. حاولي أن تقللي الخيارات إلى خيارين فقط في هذه المرحلة حتى تتجنبي التشتيت والحيرة من قبل الطفل.
  • لا تستخدمي العقاب البدني أبداً: لا فائدة مطلقا من استخدام العقاب البدني لتربية ابنك وتعليمه الانضباط. هذه الطريقة تغرس بداخله الخوف وتقلل من ثقته بنفسه بدلا من دعم رغبته الداخلية في أن يقوم بالتصرفات الصحيحة. وكذلك فإنه يتعلم أن العقاب البدني هو الوسيلة المناسبة للتعامل مع الأمور المختلف عليها، وقد يسىء التعامل مع زوجته وأصدقاءه عندما يكبر.

تذكري دائما:

الأطفال مختلفون، لكل طفل شخصيته وطباعه. لا توجد قاعدة واحدة تناسب الجميع. يجب أن تراقبي ابنك أولا وتقرري ما هو الأسلوب الأنسب معه ومع شخصيته. ابنك لا يقصد أن يضايقك ويستفزك طول الوقت، قد ترين أن ابنك “لا يستمع إليك” ولكن يجب أن تعرفي أنه لا يزال في مرحلة تطوير قدراته ومهاراته، وأنه من الصعب على الطفل أن يتحكم في نفسه تماما في هذه المرحلة.