إنطلقي وأبناءك… إنه الربيع

إنطلقي وأبناءك… إنه الربيع

وداعًا للبرد… وداعًا للجلوس الطويل في البيت أمام التلفزيون أو اللعب على الآيباد… إنه الربيع، فصل النزهات في الهواء الطلق… حسنٌ، لتنطفئ التكنولوجيا ولتنطلق محركات أجسام أطفالك إلى الطبيعة لاكتشافها معًا.
لم يعد هناك مبرر للجلوس والملل. النهار أصبح طويلاً، وأبناؤك ينجزون وظائفهم المدرسية، ولا تزال الشمس مشرقة، لذا تسلّحي بكل عناصر الربيع وحفّزي أبناءك على الخروج.

1

2

3

انزعي رداء الشتاء عن ديكور المنزل ولا سيّما غرف نوم الأبناء
حان الوقت لخلع رداء الشتاء عن ديكور المنزل. إذ تعمد معظم الأمهات خلال الشتاء إلى مد شراشف ولحف سميكة بألوان شتوية في غرف النوم، ولا سيّما غرف الأبناء لتمنحهم الدفء، إذ تبدو حميمة توحي بالنُعاس والرغبة في النوم، وأحيانًا التكاسل.
ومع قدوم الربيع، من الرائع أن يشعر الأبناء بتبدّل الفصول، حتى في غرفهم، وذلك من خلال قيام الأم بتبديد وجه الشتاء وإعادة تزيين غرف الأبناء بملاءات وشراشف زاهية الألوان تبعث على الفرح والتفاؤل مثل الأزرق والأصفر، معلنةً قدوم الربيع والحركة.
ويمكن الأم أن تسأل أبناءها ما إذا كانوا يرغبون في ألوان معينة لغرفهم، أو يريدون التخلص من بعض الأشياء مثل بعض والقرطاسية والملفات والدفاتر التي لم يعودوا في حاجة إليها وفرزها، أو إعادة تزيين طاولة الدرس، مثل وضع زهرية، كما يمكنها الطلب منهم المشاركة في وضع لمسات ربيعية على ديكور المنزل، كأن تضع الغاردينيا ليتضوّع البيت بعطر الربيع.
فتغيير بعض التفاصيل في المنزل يجعل الجميع يشعرون بالتجدّد، خصوصًا أن بداية الربيع تكون في منتصف العام الدراسي حين يصبح الدرس روتينًا مملاً أحيانًا، وبالتالي يشعرون بأنهم يدرسون بشكل متواصل، ويبدأون بالتذمر وغالبًا تسمع عبارة «متى ينتهي العام المدرسي».
وبعد أن ينجزوا دروسهم، يجلسون إما إلى التلفزيون أو الألعاب الرقيمة، لذا فإن التغيير في الديكور يُشعر الجميع بالتجدّد، وبأن مرحلة جديدة بدأت، مما يمنح المزاج الجيد والتفاؤل لجميع أفراد المنزل.

الخروج للتنزّه في منتصف الأسبوع
من المعلوم أن نهار الربيع يكاد يوازي ليله، وبالتالي ينجز الأبناء فروضهم ولا تزال الشمس مشرقة. لذا فبدل الجلوس إلى الكمبيوتر أو التلفزيون، على الأم المبادرة والاقتراح عليهم الخروج في نزهة لممارسة نشاط رياضي مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية، أو بكل بساطة الاستمتاع بنسائم الربيع واكتشاف روائع الطبيعة من حولهم.

تنظيم نشاطات في الهواء الطلق في أيام العطلة الأسبوعية
يبدو يوم العطلة الأسبوعية الربيعي طويلاً جدًا، ومن المهم الاستفادة منه. هيّا اطلبي من أبنائك جميعًا إغلاق هواتفهم والآيباد، وأن يرتدوا ملابس رياضية وينطلقوا في الطبيعة الربيعية والاستمتاع بدفء الشمس، وإعادة اكتشاف الألعاب في الهواء الطلق، والخروج إلى المتنزه العام ومراقبة التغيرات في الطبيعة.
بغض النظر عن البلد الذي تعيشون فيه، سواء كان فيه غابات أو لا، فهناك المتنزّهات العامة، بعضها متخصص بالنبات، وبعضها بالطيور وأخرى بالفراشات. إذًا هناك دائمًا مكان يحاكي الطبيعة تقصدونه كعائلة، وفيه الكثير من الكنوز الطبيعية لاكتشافها. وهذه بعض النشاطات التي يمكن القيام بها في الهواء الطلق.

نزهة بيك- نيك. حضّري سندويشات وسناك، واطلبي من أبنائك مساعدتك في التحضير، وانطلقي وإياهم إلى حديقة عامة قريبة من المنزل لتناول الفطور، في الهواء الطلق، فبذلك تكسرون الروتين الصباحي الشتوي، وتتناولون الفطور وسط الطبيعة. ويمكنك حتى أن تفعلي ذلك في حديقة المنزل إذا كانت متوافرة. المهم أن تبدأوا صباحكم في الطبيعة ووسط الألوان.
المشي لمسافات طويلة. ابدئي الصباح الربيعي بالمشي. إذا كنت تعيشين في منطقة ساحلية، توجهي وأبناءك إلى الكورنيش البحري المخصص للمشاة واستمتعوا بدفء الشمس الصباحية، ونسائم البحر الغنية باليود المفيد للغدة الدرقية، ثم تناولوا الفطور في أحد مقاهي الرصيف المنتشرة. فهذه النزهة الصباحية كفيلة بجعل جميع أفراد العائلة يشعرون بالاسترخاء والنشاط في آن.
ركوب الدراجة الهوائية. سابقوا نسائم الربيع على دراجة هوائية، وليكن الربيع فرصة لتعليم طفلك الذي لا يجيد بعد ركوب دراجة بعجلتين، إذ سيتبدد الخوف لديه عندما يراقب أشقاءه ينطلقون بدراجاتهم، وبالتالي سوف تفاجئين بمحاولته اللحاق بهم، وبدورك شجعيه على التخلي عن إحدى العجلات المسانِدة.
ألعاب الفُقّاعات. من منّا لا تحب نفخ فُقاعات الماء والركض خلفها و«فقعها». وكذلك أبناؤك، غالبًا في الشتاء تتفادين شراءها لأن المنزل سيتحول إلى فوضى من بقع الماء. ولكن خلال الربيع وفي الطبيعة كل شيء مسموح، أيقظي الطفلة التي في داخلك وتنافسي وأطفالك في الحديقة بنفخ الفقاعات المائية، وتسابقوا على «فقعها».
زراعة الزهور. في العادة يحب الأطفال الحفر والنبش في التراب، وغرس الأزهار. حسنٌ، اشتري لأطفالك شتلات ودلوًا خاصًا للنبات وشجّعيهم على زرع زهرتهم المفضّلة، واطلبي منهم الاهتمام بها ورعايتها. أما إذا كانت لديك حديقة منزلية فهي ستكون فردوسًا لهم، شجعيهم على فلاحتها وتقليم الأزهار والنبات فيها. ولمَ لا! اجعلي كل واحد منهم يطلق اسمه على زهرته، وشجعيهم على العناية بها.
زراعة الخضروات. هل تذكرين أغنية «زرعنا جزرة وسط البستان»؟ كم كانت طريفة، لمَ لا تستحضرينها وتشجعين أبناءك على زراعة الخضر في حديقة المنزل أو حتى في حوض على الشرفة! من المعلوم أن الكثير من الأطفال لا يحبون الخضر، ويفضلون عليها المأكولات غير الصحية. حسنٌ، إذا كانت هذه حال أبنائك، اشتري لهم بذور البندورة أو النعناع أو الحبق أو حتى الجزر كما في الأغنية، وحفزيهم على الزراعة. تأكدي من أن سيكون لديهم فضول في العناية بها وقطفها عندما تنضج وسيتذوّقونها لأنهم زرعوها بأيديهم. وبذلك يكون الربيع انطلاقة للبدء بنظام غذائي صحيّ.
اكتشاف عالم الطيور. هل هناك حديقة طيور قريبة من منزلك، لا تترددي في دعوة أبنائك لزيارتها واكتشاف عالم الطيور وأنواعها.
التخييم في الحديقة. لديك خيمة وحديقة؟ أو هناك حديقة بالقرب من منزلك؟ هيّا شجعي ابناءك على التخييم، فجميع الأطفال يحبون فكرة التخييم، كما المستكشفين، ويتخيلون أنفسهم وسط الغابة. إنها نشاط رائع يجعل الطفل ينشغل بترتيبها طوال النهار وكأنها قصره.
الغميضة… أطرف الألعاب، صحيح أن في الإمكان القيام بها في المنزل، ولكن في الهواء الطلق ستبدو أكثر غموضًا وفيها الكثير من الحركة والركض. شاركيهم اللعبة ولن تندمي.
تسلّق الشجرة. إذا كان في حديقتك شجرة، شجعيهم على تسلقها، ولمَ لا تنظمين منافسة من الأسرع والأكثر رشاقة! فالتسلّق يعلّم الطفل التحدي، وكيفية تثبيت خطواته، فضلاً عن أنه يوقظ كل حواسه ليكون متنبهًا، ويحرّك كل عضلات جسمه. أما إذا لم يكن لديك حديقة وكان من غير المسموح في الحديقة العامة تسلق الشجر، شجعيه على الصعود الى المجسمات الخاصة بالتسلق الموجودة فيها.
غسل السيارة. جميع الأطفال والمراهقين يحبون غسل سيارة «الماما»، وغالبًا ينتقدون قلة نظافتها. سيارتك في المرأب! شجعيهم على غسلها.
تأمل الغيوم. الاستلقاء على العشب أو التمدد على الكرسي المسطح ومناقشة شكل الغيوم، من الأمور الرائعة التي يحبها الأطفال، وغالبًا يبتكرون قصة لكل غيمة. كما يمكنك إثارة فضولهم لمعرفة تكوّنها وسبب انكشاحها، ومتى تكون محمّلة بالمطر، وبالتالي تشجيعهم على البحث لمعرفة الإجابة العلمية.
مباريات شد الحبل أو سباق القفز في كيس الخيش. من أطرف الألعاب والتي تحتاج إلى الكثير من الحركة، وبالتالي تساهم في تقوية العضلات منهم. وإذا كان أحد أبناؤك يعاني السمنة، سوف تكون البداية له للعزم على تخفيض وزنه، واتباع غذاء صحيًا، لأنه سيدرك من دون أن تدخل مباشر منك، أن سبب خسارته السباق وزنه الزائد.
شجعي أبناءك على رسم الطبيعة. وفّري لأبنائك عدّة رسم وتوجهوا بها إلى الحديقة ودعيهم يرسمون الطبيعة الربيعية.
كتابة مذكراتهم الربيعية. بعد يوم ربيعي حافل بالنشاطات، اطلبي من أبنائك كتابة أحداث يومهم، يصفون مشاعرهم وأطرف الأمور التي حدثت معهم. فتدوين الأمور الجميلة يشعرهم بالاسترخاء، ويحفزهم على تكرارها.