الى المقبلات على الزواج و الى المتزوجات ايضا
1
2
3
لا توجد من -الزوجات- من لا تتمنى أن تعيش حياة هنيئة سعيدة مع زوجها طيلة العمر،إلا أن مفاتيح تلك السعادة لم يجعلها الله عز و جل إلا بيد المؤمنات الصادقات اللواتي يحرصن على تطبيق منهج الله و اتباع وصايا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لم
يقصر في توجيه المرأة المسلمة إلى ما يسعدها في الآخرة فقط،بل في الدنيا أيضا.
أخرج الإمام أحمد في المسند و البيهقي في شعب الإيمان عن حصين بن محصن الأنصاري عن عمة له أتت النبي صلى الله عليه و سلم لحاجة لها فلما فرغت من حاجتها قال لها:”أذات زوج أنت؟ قالت نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت ما آلو إلا ما عجزت عنه. قال : انظري أين أنت منه،فإنه جنتك و نارك ”
نعم اختاه إنما زوجك جنتك إن شاء الله ،اأو نارك و العياذ بالله.فما الذي قصده يا ترى نبي الرحمة المهداة صلى الله عليه و سلم من
تحذيره هذا لتلك الصحابية الجليلة؟
روى الإمام أحمد في مسنده و ابن حبان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:”إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت بعلها،دخلت من أي أبواب الجنة شاءت”.فيا لها من بشرى لكل المؤمنات اللواتي أدين فريضة الصلاة، و صمن رمضان، و تخلقن بخلق العفاف و الطهر, و أطعن أزواجهن, فتحت لهن أبواب الجنة يخترن من أيها يدخان. فما أيسر الجنة إذن إن اتبعت النساء وصية الرسول صلى الله عليه و سلم.
و للنساء أسوة في الصحابيات رضوان الله عليهن اللواتي كن حريصات على أن يدركن المنازل العليا في الجنة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة -و هي أسماء بنت اليزيد الأنصارية- إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك،هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبقوا أجروا، و إن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، و نحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:”أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج و اعترافا بحقه يعدل كل ذلك، و قليل منكن من يفعله.”
و قد جاء في الأثر (جهاد المرأة حسن التبعل)، إذ لا يوجد عمل ينزل المرأة منزلة الجهاد إلا طاعة زوجها و حسن تزينها له،و قليل من النساء من تفعله رغم انه سهل يسير على من كانت حريصة على إسعاد زوجها،…فالطاعة أحد أركان تأسيس أسرة قوية متماسكة،إذ الأسرة كالسفينة التي تمخر عباب البحر،لا بد لها إن اراد أصحابها النجاة من الأمواج العاتية و من تقلبات الطقس القاسية- من ربان يحسن قيادة الدفة إلى الوجهة الصحيحة، فكذلك الأسرة تحتاج لقائد محنك يوصلها إلى بر الأمان،و الزوج هو المؤهل بفطرته التي فطره الله عليها إلى هذه القيادة، قال عز وجل: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم) أي أن الرجل أمين على المراة يتولى أمرها و يصلح حالها، و عليها طاعته فيما يأمر من معروف، و تقديم النصح و العون له بكل حب و إخلاص.
و ليس في ذلك تنقيص أو تحقير للزوجة، أو امتهان لكرامتها، و إنما هو توزيع للتخصصات في مؤسسة الزواج، فالقيهة الحقيقية للزوجة تتجلى في تحقيق الخيرية التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم حين سئل: “أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، و تطيعه غذا امر، و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره”.
و قال عليه الصلاة والسلام:” ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته،و إن نظر إليها سرته،و إن أقسم عليها أبرته،و إن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله” رواه البخاري. فبقدر إحسان الزوجة لزوجها، و رعايتها له،و برها بقسمه، و حفظها لنفسها و ماله في غيبته، بقدر ما تحقق الصلاح و الخيرية في نفسها،و ترفع قدرها عند الله عز وجل،بل و تفوز بالجنة إن هي ظفرت برضا زوجها كما قال المصطفى صلى الله عليه و سلم:”أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة ”
أما و إن كانت من الغافلات اللواتي يستهن بحق الزوج،و لا يربطن بين مصيرهن الأخروي و هنائهن الدنيوي، و بين طاعة أزواجهن، فإليهن هذا الحديث الذي روى فيه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه وعظ فيه النساء فقال : ” تصدقن، فأكثركن حطب جهنم”، و حينما سألنه عن السبب قال: ” لأنكن تكثرن الشكاة و تكفرن العشير “، و هذا تحذير منه صلى الله عليه و سلم من نكران فضل الزوج و جميل صنيعه، فمعظم نساء هذا العصر-إلا من رحم ربي- ترهق الزوج بما لا طاقة له به من الطلبات و الرغبات، و تكثر الشكوى من تقصيره، و هي لا تعلم أن جحودها هذا يسقطها في غضب العزيز الجبار. فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:” لا ينظر الله إلى امرأة لاتشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه”. فهلا اتقت مثل هاته الزوجات الله في ازواجهن..بل هلا اتقين الله في أنفسهن.
إن للأخت المسلمة أسوة حسنة و قدوة صالحة في أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقد كانت نعم الزوجة المخلصة الوفية لخير زوج على وجه البرية، و كانت رضي الله عنها زوجة مثالية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني السمو و الرفعة و الكمال، فقد واست النبي صلى الله عليه و سلم بنفسها و مالها، و كانت تثبته صلى الله عليه و سلم لما نزل عليه الوحي و تشجعه على الثبات و المضي في نشر راية الإسلام..و وضعت تحت تصرفه كل ثروتها كما ينبغي أن تفعل الزوجة الطيبة مع الزوج الطيب،و ما كان من النبي صلى الله عليه و سلم- الزوج الوفي- إلا أن يقول لعائشة رضي الله عنها معترفا بحق خديجة: ” و الله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كفر الناس، و صدقتني إذ كذبني الناس، و واستني بمالها إذ حرمني الناس، و رزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء ” رواه البخاري.
فرضي الله عن خديجة وعن أمهات المؤمنين و رضي الله عن الصحابيات الجليلات اللواتي كن يشترين رضا الله و الجنة بطاعة
أزواجهن معترفات بعظم حقهم عليهن، و كيف لا يكن كذلك و هن اللواتي وعين حق الوعي قول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم :” لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها،و الذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، و لو سألها نفسها و هي على قتب لم تمنعه