مؤلم.. الموت يخطف فنانا مغربيا

مؤلم.. الموت يخطف فنانا مغربيا
توفي، مساء السبت بإحدى مصحات الرباط، ، عن عمر يناهز 82 عاما.

1

2

3

وووري جثمان الفنان الراحل، وهو من مواليد سنة 1935 بمدينة سبتة المحتلة، من أب مغربي وأم إسبانية، الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط بعد صلاة ظهر اليوم الأحد ، في موكب جنائزي مهيب حضره أفراد عائلته وعدد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين المغاربة وتلاميذ الراحل. وفي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسيم تشييع جثمان الفنان الراحل، قال الممثل المغربي رشيد الوالي إن معرفته بالفنان حميد كيران ترجع إلى حداثة عهده بالمسرح والتمثيل، حيث كان الراحل متخصصا في تلقين الممارسين الشباب آليات التعبير الجسدي والرقص الكلاسيكي، انطلاقا من إيمانه بأنه يتعين على الممثل أن يكون متكاملا، مدينا له بالفضل في ما وصل إليه عدد كبير من الممثلين المغاربة من حسن التعامل مع الشخصيات التي جسدوها في المسرح والتلفزيون والسينما.

من جانبه، قال الفنان التشكيلي عبد الرحمان الويداني، أحد أصدقاء الراحل، في شهادة مماثلة، إن الراحل حميد كيران يعد من الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين المغاربة، علاوة على أنه كان شاعرا ينظم باللغة الفرنسية حيث كان يترجم أشعاره إلى لوحات تشكيلية، ويعد كذلك من الفنانين الذين يختصون في توظيف الألوان، وهو المجال الذي له فيه مكانة كبيرة.

وذكر الفنان الويداني بأن الراحل حميد كيران كان أول فنان كوريغرافي يهتم بالموسيقى الأندلسية، كما أنه أنجز صور التعبير الجسدي لإحدى دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ولافتتاح الألعاب العربية وكأس إفريقيا اللذين نظما في المغرب، ”إنه فنان الضوء وفنان المجتمع الذي كان يترجم نبضه إلى لوحات فنية”.

من جهته، قال الفنان التشكيلي عبد الفتاح قرمان، أحد خلصاء الراحل وملازميه، إن الراحل كان قامة فنية سامقة، يقدم العون والمساعدة لجميع الفنانين من مختلف الفئات العمرية، مضيفا أنه يمكن تصنيف الراحل حميد كيران ضمن الفنانين المغاربة الكبار المنتمين إلى المدرسة الواقعية، إلا أنه كان يتميز بأسلوب متفرد سواء في التشكيل أو في الكتابة الشعرية، متمكنا من أدواته الإبداعية.

وتعكس اللوحات الفنية التي أبدعها الراحل، الذي نظم مجموعة من المعارض الفنية منذ بداية عقد الستينيات من القرن الماضي في المغرب والخارج، سعيه إلى توظيف الظلال والضوء في أعماله واعتبارها الركن الأساسي فيها، إلى جانب محاولة المزج بين الألوان وخلق انسجام وتناغم بالشكل الذي يكتسب معه العمل الفني هويته من خلاله.

وقد أنجز الفنان الراحل حميد كيران، كذلك، كوريغرافيا عدد من الأعمال الفنية الوطنية من بينها أوبرا تم تقديمها بالباب الكبير لموقع شالة الأثري بالرباط، واحتفال بعيد الشباب لسنة 1979 أنجز كوريغرافيا عرض شارك فيه 300 من الشباب والذي وضع موسيقاه كل من المرحومين عبد الرحمان فنيش وإدريس الشرادي وكلماته الشاعر المغربي علي الصقلي.

وكانت الكاتبة الصحافية والفنانة التشكيلية فتيحة زريعي أصدرت، في يناير 2016، كتابا عن الفنان الراحل تحت عنوان ”حميد كيران .. إبداع وتشكيل” عبارة عن دراسة تحليلية شاملة تعتمد على المفهوم اللساني السيميائي للوحات هذا الفنان المغربي، وعلى سرد تاريخي كرونولوجي وبورتريه لحياته وإشارة مهمة للمدارس التشكيلية التي تأثر بها في مساره الفني، التقليدية منها والحداثية.

وكتب الناقد الفني حسني أبو المعالي، في تقديمه لهذا الكتاب، أن الفنان حميد كيران واصل مسيرته بالإبحار بالألوان الزاهية التي أحبها، واستوحى بعض فنه من رقة الفراشة وكذا من رشاقة الطيور، ورذاذ المطر وبعضه الآخر استوحاه من جمال الأغصان وروعة الزهور.

وكان الراحل حميد كيران يصر، في العديد من تصريحاته، على أنه لا ينتمي لأي مدرسة أو تيار فني محدد، وأنه يرسم انطلاقا من تجربته ومن قدراته الخاصة والذاتية، ويؤكد أنه لا يوجد إطار معين لأعماله، وأن هذا هو المشكل الذي يواجه أعماله.

وكان الفنان الراحل يقول عن نفسه ”أنا فنان عصامي لا أبحث عن التصنيف ولا يهمني، فأعمالي تجمع بين كل الاتجاهات وفي نفس الوقت تتفرد بأسلوبها الخاص الذي هو أنا في كل تمظهراتي وتجلياتي”.

المغربي حميد كيران في ذمة الله