هذه وصية الفنانة المرحومة رجاء بلمليح الأخيرة التي صدمت الجميع وهذا ما لا تعرفونه عنها
رجاء بلمليح مغنية مغربية ولدت 22 أبريل 1962 وتوفيت 2 سبتمبر 2007 وتعود بداياتها إلى مطلع الثمانينيات، حين شاركت في مسابقة كبرى للغناء نظمت تحت اسم “اضواء المدينة” بإشراف المنتج المغربي حميد العلوي، واحتلت فيها بالمركز الأول. بعدها شقّت طريقها الفني، بالتعاون مع كبار الملحنين المغاربة ومن بينهم: المفضل العذراوي، أحمد البيضاوي، عبد القادر الراشدي، عبد الله عصامي وحسن القدميري، ومن الشعراء: محمد حاي وعبد الرفيع جواهري وغيرهم.
1
2
3
وعام 1987 أصدرت بلمليح أول البوم لها بعنوان “ياجار وادينا”، ضم عدداً من الأغنيات منها “مدينة العاشقين” و”الحرية”، و”أطفال الحجارة”. ثم أصدرت البوما آخر بعنوان “هكذا الدنيا تسامح”.
وفي مطلع التسعينيات انتقلت إلى مصر، حيث كانت لها انطلاقة جديدة أثمرت البوم “صبري عليك طال” الذي تعاملت فيه مع الملحن حميد الشاعري، ثم البومي “يا غايب” و”اعتراف”. ومن بين الملحنين المصريين الذين تعاملت معهم جمال سلامة ومحمد ضياء وحلمي بكر وصلاح الشرنوبي.
توفيت الفنانة المغربية رجاء بلمليح ظهيرة يوم الأحد الموافق الثاني من سبتمبر في المغرب بسبب إصابتها بمرض سرطان الثدي عن عمر يناهز الـ45 عاماً.
وصيتها الاخيرة قبل موتها :
عبد الغفار بنشقرون مدير أعمالها بالمغرب يقول: سبحان الله في ثباتها، لقد أحسّت بسكرة الموت وطلبت أن يرفعوا عنها كل الأجهزة ويزيحوا الوسادة عن رأسها وطلبت ملعقة عسل قبل أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
والدها يأخذ نفساً عميقاً ويقول: كانت المسكينة تعاني كثيراً ولم تشأ أن تخبرنا بذلك، أو تجعلنا نتألم بسببها، كانت تحدثني وتمزح معي وتسألني عن أحوالي وأحوال العائلة، وحين تختنق تتذرع بأن لها مكالمة على الخط الآخر، وحين تسترجع قواها تعود لمكالمتي. لم نعرف بأمر حالتها الصحية إلا حينما نزلت في المطار يوم 23 يوليو الماضي وهي على كرسي متحرك لا تقوى على الحركة، إذ ذاك فقط أخبرتنا، كنت أودّ أن أنقلها مباشرة لأحد المستشفيات التي كانت تتعالج فيها لكنها رفضت نهائياً وطلبت أن أضاعف تجهيز مكيفات البيت، خاصة غرفتها التي أصبحت بمثابة ثلاجة موت، إلى أن اشتد الحال وخضعت للعملية بعدما تسرّب الماء إلى شرايين القلب والرئة.
قاومت قبل أن تشعر مجدداً بالتعب منذ ثلاثة أيام، أردنا أن ننقلها للمصحة لكن ثمة اتصالاً من الرباط من العاهل المغربي أمر بنقلها على وجه السرعة وفي سيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط. يوم وفاتها دخلت عليها لم تكن هي هي، وجدت في عينيها انطفاء الحياة، تغيّرت ملامحها، نادت علي وقالت: إقترب أيها العزيز هذه هي النهاية، طمأنتها بأنها مرت بمرحلة أقسى وتجاوزتها لكنها كانت تشعر بأن لقاء ربها قريب جداً بعد ثلاث ساعات فقط، حين لفظت أنفاسها الأخيرة بكل ثبات وآخر كلمة على شفتيها هي ابنها عمر.